إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الأرق









مــدة الأرق

مدة الأرق

يخضع زمن الأرق لعدة عوامل مختلفة، دفعت بأكثر من اتجاه إلى تصنيفه على أساس طول مدته، وإن كان هذا التصنيف شكلياً، إلا أنه يُسهل التعامل مع ظاهرة الأرق، ويوضح الإجراءات الواجب اتباعها في مختلف الحالات:

1. الأرق العابر

           وهو الأرق الذي يدوم ليلة أو ليلتين. ويُعرف بحالة نقص النوم الناتجة عن وضع استثنائي عابر، يمر به الشخص مثل: قلق الامتحانات عند الطلبة، النوم في القطار، السفر بين بلدان بعيدة. وهذا الأرق طبيعي، إذ يزول تلقائياً، ويمكن التعويض عن النوم في الليالي اللاحقة.

2. الأرق الانتقالي

          وهو الذي لا يتجاوز مدته 3 أسابيع، وينجم غالباً عن ظروف عائلية أو مهنية أو معاشية صعبة، أو تعديل وضع المحيط أو تغيير في نظام العمل. ومن ثم فهناك جملة العوامل الانفعالية الاستثنائية التي تمس توازن النوم ـ اليقظة ولذلك فإن هذا الأرق يرتبط بالألم كالتهابات الفم أو الأسنان والخُناق والقرحة والروماتيزم.

3. الأرق المستمر

          ويُطلق عليه أيضاً الأرق المزمن  ( متأصل أو زمني). وفي هذا النوع يتم تعزيز الهشاشة الانتقالية في توازن النوم ـ اليقظة، باستمرار العوامل المسببة، أو دخول عوامل جديدة صعبة تُعزز استمرارية الاضطراب. وقد لوحظ أن لتمديد فترة اليقظة في آخر مراحل النمو، دوراً مُهماً في تعزيز حالة التعب والقلق، ويُلاحظ تعزيز هذه الحالة في وضعين محددين:

الأول: هو التمثيل الجسمي للشدة والقلق النفسي.

الثاني: وجود عوامل مشاركة أخرى.

ومن عوامل استمرارية القلق وإزمانه، وقوعه في فترة شدة يمر بها الإنسان، حيث يظهر الأرق في حالات الإفراط في رد الفعل على الشدة، والانطواء على المشكلات.

          ومن جهة ثانية، يمكن أن يتطور نقص النوم نتيجة نشوء آلية ذاتية مُعززة للأرق، حتى عند تراجع عامل الشدة، حيث في هذه الحالة يتركز القلق في مشكلة نقص النوم، بشكل يجعل من الفكر المتواصل في المشكلات، السبب الأساسي لاستمرار الأرق. وفي هذه الحالة يتطلب الأمر عدم الوقوع في سهولة الخلط مع الأمراض النفسية المترافقة بالأرق، حيث من الممكن تخطيها بوسائل العلاج الطبيعية الخاصة بالأرق النفس ـ جسمي.

          ويحدث الأرق أيضاً في العديد من الإصابات، التي تمس الجملة العصبية المركزية، المرتبطة بانتظام النوم ـ اليقظة. كما أن الأرق ينجم عن الإدمان، وخاصة عند استعمال الأدوية المنومة التي تخلق حالة اعتياد وتطلب مزيداً من الدواء.

          هذا فضلاً عن العلاقة بين الكحول والأرق. فالكحول عامل إضعاف للنوم بشكل عام. فالمعتادون الكحول يعانون، عند الانقطاع المفاجئ عنه، أرقاً متميزاً، يتصف بنوم استثنائي خاص (يمتاز باستمرار الشد العضلي)، ويحتاج الرجوع إلى النوم الطبيعي عدة أسابيع.