إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الإحباط









آثار الإحباط

آثار الإحباط

1. الإحباط والدوافع

     يؤثر الإحباط في دوافع الإنسان، فهو إما يكون داعماً لها أو يكون مضعفاً لها. فإذا حصل الإحباط في بداية المحاولات، فإنه – في الغالب – يزيد من قوة الدافع من أجل الوصول إلى الهدف وتحقيقه.

2. الإحباط والعدوان

     يرتبط الإحباط في كثير من الأحيان بالعدوان. وهذا العدوان قد يظهر في عدة أشكال: فقد يكون كلامياً، وقد يكون ضرباً، وقد يكون عاطفياً من نوع الكراهية والحقد. كما أن العدوان قد يكون مباشراً، إذ يتجه إلى مصدر الإحباط (الإعاقة)، وقد يكون غير مباشر، إذ يتحول إلى مصدر آخر.

     وتشير الدراسات، حول علاقة الإحباط بالعدوان، إلى النتائج التالية:

أ. أن هناك ارتباطاً إيجابياً بين مقدار العدوان ودرجة الإحباط. إذ تزيد الرغبة في العدوان، كلما زاد الشعور بالإحباط.

ب. يسهم العدوان على مصدر الإحباط، في تفريغ الطاقة النفسية، ويقلل إثارة العدوان، وبالتالي يتم التوازن الداخلي.

ج. إن الشخص قد يكبت عدوانه إذا أدرك أنه سيواجه بعدوان أشد. وكبت العدوان في هذه الحالة قد لا يعني أنه تم التخلص منه. فقد يحول الفرد المحبط عدوانه إلى مصادر أخرى، أو يوجهه إلى نفسه. وتوجيه العدوان إلى الذات يضر بالصحة النفسية، ولاسيما إذا اشتد تحقير الذات ولومها؛ لأنه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة كالانتحار.

د. إن إعاقة المحبط، في التعبير عن عدوانه، تشعره بإحباط جديد. فإعاقة العدوان تمثل إحباطاً جديداً يزيد الإثارة والتوتر، وبالتالي يزيد الرغبة في العدوان.

هـ. إذا تساوت رغبة المحبط في العدوان على مصدر الإحباط مع رغبته في كبت العدوان، فقد توقع المحبط في نوع من الصراع، الذي قد يؤدي إلى إحباط جديد، إذا لم يحل بتغليب إحدى الرغبتين على الثانية.

3. الإحباط والنكوص

     يشير مصطلح النكوص في علم النفس، إلى سلوك الفرد سلوكاً، لا يتفق أو لا يتناسب مع مستويات ومعايير السلوك المتوقعة ممن هم في سنه، بل يتناسب مع مرحلة عمرية سابقة لسنه. وقد وجدت بعض الدراسات أن الإحباط لدى بعض الناس قد يؤدي إلى نكوص في السلوك وارتداد إلى أساليب سلوكية غير ناضجة.

     إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن الاستجابة للإحباط تختلف من شخص إلى آخر، وعند الشخص نفسه من ظرف إلى آخر. ولهذا فإن الإحباط قد يؤدي إلى نتائج واستجابات مختلفة: فقد يقود إلى الجد والمثابرة في تحقيق الهدف، وقد يؤدي إلى تغيير الهدف وتعديل السلوك، وقد يؤدي إلى العدوان أو النكوص أو التبرير أو عدم المبالاة أو الاستسلام والتخلي عن الهدف أو غير ذلك من الحيل النفسية الدفاعية.

     ولهذا، فإنه من الصعب توقع سلوك المحبط، لأن نوع استجابته تتأثر بنمط تفاعله مع موقف الإحباط. وبما أن هذا التفاعل داخلي، فإن من الصعب تحديده. إلا أن هناك بعض العوامل المرتبطة باستجابة الفرد للإحباط، وبالتالي تساعد في توقع نوع سلوك المحبط. ومن هذه العوامل ما يلي:

أ. الحالة الصحية العامة للفرد: إذ يزيد احتمال ظهور العدوان لدى القوي، بينما يزيد احتمال ظهور النكوص لدى الضعيف.

ب. السمات الشخصية للفرد: إذ يزيد احتمال ظهور العدوان لدى الانبساطي، بينما يزيد احتمال ظهور النكوص لدى الانطوائي.

ج. الخبرات السابقة: فاحتمال ظهور العدوان يزيد لدى الفرد، الذي يشعر بالنبذ وعدم التقبل، أكثر منه لدى الفرد، الذي يشعر بالتقبل وحب الآخرين.

د. الجنس: فالأولاد يزيد لديهم احتمال ظهور العدوان، بينما يزيد احتمال ظهور النكوص لدى البنات.

هـ. عتبة الإحباط: كلما ارتفعت مقدرة الفرد على تحمل الإحباط، زاد احتمال أن يظهر المثابرة والجد.

و. تفسير الموقف: فالفرد، الذي يدرك أن إحباطه مقصود، تزيد لديه احتمالية إظهار العدوان، بينما تقل لدى الفرد، الذي يدرك أن إحباطه غير مقصود.

ز. شدة الرغبة في الهدف: إذا كان الهدف أساسياً وضرورياً زاد احتمال ظهور المثابرة والجد والعدوان أكثر مما إذا كان الهدف غير ضروري.

ح. الحالة المزاجية: فالفرد الغاضب يزيد لديه احتمال إظهار العدوان، بينما يزيد احتمال إظهار النكوص والانسحاب لدى الفرد الخائف.