إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الاكتئاب









أسباب الاكتئاب

أسباب الاكتئاب

       أجريت دراسات عديدة، لكشف أسباب الاكتئاب، تناولت النواحي، البيولوجية والنفسية والاجتماعية. ولكن ما زالت الأسباب غير معروفة، بالتحديد. ولوحظ تضافر عوامل مختلفة عليه، بيولوجية ونفسية واجتماعية.

أولاً: العوامل البيولوجية

1. الجينات الوراثية:

كشفت الدراسات الأُسرية، ودراسات التوائم، عن أدلة، تشير إلى وجود عامل جيني، له دور مهم في نقل الاكتئاب. فلقد لوحظ أن الاكتئاب، ينتشر في عائلات معّينة. واستُنتج من ذلك أهمية الأصول الجينية، في حدوث الاكتئاب. وافتُرض أنه جين أحادي سائد، أو أنه متعدد الأساس الجيني. كما افتُرض أنه يرتبط بالجين الأنثوي، وذلك لشيوع الاكتئاب أكثر بين النساء.

2. الأمينات الحيوية

ثمة علاقة سببية، بين الاكتئاب والأمينات الحيوية في الدماغ، وذلك من خلال ما يلي:

* نقص الأمينات الحيوية، ينتج منه مرض الاكتئاب، كما في حالة تعاطي الرزربين.

* وجود اختلال في مخلفات أيض الأمينات الحيوية، في الدم والبول، والسائل النخاعي الشوكي لمرضى الاكتئاب.

* نقص ناتج أيض النورأدرينالين، في مرضى الاكتئاب، بينما يكون مرتفعاً في 50% من مرضى الهوس. كما أن العلاقة المقترحة، بين التنظيم التقليلي (Down-Regulation)، لمستقبلات البيتا الأدرينالية، والاستجابة الإكلينيكية لمضادات الاكتئاب ـ هي المؤشر الوحيد للدور المباشر للنورأدرينالين في الاكتئاب. وكذلك تنشيط مستقبلات ألفا2، قبل المشبكية الأدرينالينية، يقلل من إفـراز الأدرينالين؛ وهي موجودة على عصبونات السـيروتونين، وتنظم كمية السيروتونين المفرزة. كما أن وجود مضادّات اكتئاب فاعلة، وذات مفعول أدريناليني خالص، مثل (Desipramine) ـ يدعم دور النورأدرينالين في باثوفسيولوجيا أعراض الاكتئاب.

* نقص السيروتونين، يرسب الاكتئاب.

* بعض مرضى الاكتئاب، الذين يعانون ميولاً انتحارية، لديهم نقص في تركيز السيروتونين، في السائل النخاعي الشوكي (مخلفات أيض)، ونقص تركيزه في الصفائح الدموية. ومع أن مضادّات الاكتئاب، التي تنشّط السيروتونين، تعمل، أساساً، على إقفال آلية إعادة أخذ السيروتونين، فإن أجيالاً جديدة من مضادّات الاكتئاب، قد يكون لها تأثيرات أخرى في نظام السيروتونين.

* الدوبامين: كان معروفاً، أن نقص نشاط الدوبامين، يرتبط بالاكتئاب، وزيادته، ترتبط بالهوس. ولكن اكتشاف أنواع فرعية من مستقبلات الدوبامين، زاد من فهْم وظيفة الدوبامين وتنظيمه، قبل المشبك أو بعده، وعلاقة ذلك باضطراب الاكتئاب. إذ لوحظ أن العقاقير، التي تقلل تركيز الدوبامين، مثل الرزربين، وكذلك الأمراض، التي يقلّ فيها تركيز الدوبامين، مثل مرض باركنسون ـ ترتبط بأعراض اكتئابية. كما أن العقاقير، التي تزيد تركيز الدوبامين، مثل التيروسين والأمفيتامين والبوبروبيون (bupropion)، تقلل أعراض الاكتئاب. وهناك نظريات حديثة، ترى أن المسار الميزولمبي (Mesolimbic) للدوبامين، مختل الوظيفة في الاكتئاب، وأن مستقبل الدوبامين 1 (D1)، قد يقلّ نشاطه في الاكتئاب.

* وجود دور لبعض الناقلات العصبية من الأحماض الأمينية، خاصة الجابا والبيتدات الناشطة عصبياً، ولا سيما المورفينات الداخلية في بعض الاضطرابات الوجدانية.

* العلاقة بين تعاطي أقراص منع الحمل والاكتئاب الذي يتحسن بإعطاء بيريدوكسين الأنزيم المساعد على تخليق السيروتونين.

3. اختلال النشاط الهرموني

لوحظ وجود اختلالات هرمونية، في مرضى الاكتئاب، من خلال الآتي:

* زيادة إفراز الكورتيزون، في بعض المكتئبين، في اختبار الدكساميثازون المثبط، وهو استرويد خارجي، يقلل من معدل الكورتيزون في الدم. وهذا يشير إلى خلل في المحور الطرفي الهيبوثلامي النخاعي الكظري. وخلص بعض الباحثين إلى علاقة بين أعراض اضطراب الاكتئاب، واختلال هذا المحور، وإلى اختلال وظيفة الهيبوثلاموس، وتغيّر النوم والشهية والسلوك الجنسي، والتغيرات البيولوجية في الغدد والمناعة. كما ربط بين بطء الحركة ونقص الوظائف المعرفية، الذي يُلاَحَظ في الاكتئاب واضطراب النوى القاعدية، كما في مرض الباركنسون.

ويلخص بعض الدراسات شذوذ الهرمونات في المصابين بالاكتئاب، في الآتي: نقص إفراز الميلاتونين، ليلاً، نقص إفراز البرولاكتين، كاستجابة لإعطاء التربتوفان، نقص المعدل الأساسي لهرمونات (F.S.H. & L.H)، ونقص معدل التستوستيرون لدى الرجال. وأهم المحاور الهرمونية، التي تتأثر باضطرابات الوجدان، هي (الكظرية الأدرينالينية والدرقية وهرمون النمو).

* الإيقاعات اليومية (Circadian Rhythms ـ الساعة البيولوجية): شذوذ نمط النوم، في الاكتئاب، مع التحسن العابر في الاكتئاب، الذي يحدث بتأثير حرمان النوم ـ أدى إلى افتراض، أن الاكتئاب انعكاس لنظام شاذ في إيقاع الساعة البيولوجية الداخلية. كما أن بعض التجـارب على الحيوانات، أشارت إلى أن مضادّات الاكتئاب المعتادة، هي فاعلة في تغيير إيقاع الساعة البيولوجية.

* اكتئاب الدورة الشهرية وما قبلها؛ وتوقّفها في حالات اضطراب الاكتئاب الشديدة.

* نوبات الهوس أو الاكتئاب، قد تصاحب مرض كوشنح، أو تعاطي الكورتيزون.

4. اختـلال الكهارل

لوحظ زيادة الصوديوم المتبقي، في حالات الاكتئاب، بنسبة 50%، وفي حالات الهوس بنسبة 200%.

ثانياً: العوامل الاجتماعية والبيئية

       لوحظ أن الظروف الحياتية الضاغطة، في الطفولة، مثل فقْد أحد الوالدَين، وغياب التخطيط الأُسري في طريقة التربية، وتصلّب الأم في معاملة الطفل، والتربية الاعتمادية ـ تهيئ لحدوث الاكتئاب. كما أن فقْد الزوج (أو الزوجة)، والعزلة الأُسرية، والضغوط، الاقتصادية أو الدينية، قد يرسب الاكتئاب.

ثالثاً: العوامل النفسية

       إن عدم النضج الانفعالي، وثنائية المشاعر، والفهْم الخاطئ للخبرات الحياتية، وتقويم النفس السالب، والتشاؤم واليأس ـ كلها عوامل نفسية، تهيئ لحدوث للاكتئاب.

ومن أبرز التغيرات الدينامية للاضطرابات الوجدانية:

* تترسب نوبات الاكتئاب بفقْد موضوع الحب، الذي يحفز نكوص الأنا إلى المرحلة الفمية السادية، بسبب التثبيت في الطفولة المبكرة.

* تبدأ الاكتئابـات بازدياد الحاجـات النرجسية، (الشعور أنه ما من أحد يحبني). ولكن، سرعان ما تنقلب هذه العدوانية إزاء الموضوعات المحبطة، إلى عدوانية ضد أنا المريض، وتظهر كراهية الذات في صورة الشعور بالإثم، أي تنقلب الأنا العليا ضد الأنا.