إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الاكتئاب









علاج الاكتئاب

علاج الاكتئاب

       في خطة العلاج، يجب أن يضع المعالج في حسبانه خطر المريض على نفسه (بالانتحار)، الأمر الذي قد يستلزم إدخال المريض مستشفى، بل وضعه تحت الملاحظة المستمرة داخلها. ويشمل العلاج ما يلي:

أولاً: العلاج الكيماوي والكهربائي

1. مضادّات الاكتئاب

وتشمل مجموعات أربع، هي منشطات الجهاز العصبي، والمركبات ثلاثية الحلقات، ومثبطات الأنزيم المؤكسد للأمينات الأحادية، إضافة إلى مضادات الاكتئاب الحديثة. ومن أهمها، حالياً، مثبطات إعادة أخذ السيروتونين انتقائياً (Selective Serotonin Reuptake Inhibitors)، مثل الفلوكستين (Fluoxetine) وسيتالوبرام (Citalopram).ويعتمد اختيار العقار على الاستجابة السابقة للمريض، أو على نوع الاكتئاب، كيماوياً (أدريناليا ـ أو سيروتونيا).

2. جلسات العلاج بالكهرباء

خاصة الاكتئاب الشديد، المصاحب بميول انتحارية، وتكون مصاحبة بالعقاقير. وتستخدم، حالياً، في علاج الاكتئاب، بنجاح، خاصة بعد أن أصبحت تُجرى بعد تحذير، ولا يشعر بها المريض، وهي بتمرير كهرباء، من خلال جهاز الصدمات الكهربائي، الذي يحول فرق الجهد إلى 30 ـ 170 فولت، لمدة ثانية واحدة، إلى خمس ثوان. وعند مرور هذه الكهرباء بالدماغ، تحدث تشنجات. لذلك، سميت بالعلاج الكهربائي المحدث للتشنجات، أو النوبات المحدثة كهربائياً. ولكن تأثير مرخي العضلات، الذي يستخدم مع التخدير، لا يظهر تلك التشنجات.

يشاع عن هذا النوع من العلاج، خطأً، أنه يحدث تلفاً بالدماغ، وهذا غير صحيح. إذ تُعَدّ النوبات المحدثة كهربائياً من العلاجات الطب نفسية المهمة، والمفيدة، والمأمونة. ولقد بدأ استخدام هذا النوع من العلاج (روما)، عام ( 1938)، ثم تعدلت طريقة الاستخدام، بإعطاء مرخي العضلات، في عام (1957).

ولقد لوحظ أن العلاج بالنوبات المحدثة كهربائياً، بعد عدد من الجلسات (من 4 إلى 6 جلسات)، يؤدي إلى تغيير في موجات الدماغ الكهربائي، إذ تصبح بطيئة، وذات فرق جهد عالٍ، ومنتشرة ومتماثلة في الجانبَين. وهذا يعني أنها ناشئة عن التراكيب العميقة في الدماغ، غالباً الدماغ البيني، أي المنطقة التي تشمل المهاد وتحت المهاد. وهذا يؤثر في الحالة الوجدانية. إضافة إلى التأثير في ما تحت المهاد، ينبه الغدة النخامية، فتفرز هرموناتها، لأن نقصها، قد يكون مسؤولاً عن بعض الأعراض.

وهذا هو التفسير النيوروفسيولوجي، لتأثير النوبات المحدثة كهربائياً. وهناك تفسير آخر كيمياوي، يفترض أن التحسن الإكلينيكي، نتج من تغيرات كيمياوية في المخ، إذ يحقق التوازن المفقود بين الناقلات العصبية المختلفة (الكولينية والسيرتونية والنورأدرينالينية)، إضافة إلى إحداث تغيير في كل ناقل على حدة. وهناك أبحاث برهنت على أن النوبات المحدثة كهربائياً، تحدث نقصاً في تخليق وإفراز الجابا، إضافة إلى زيادة نشاط الأفيونات الداخلية. ومن أعراضها الجانبية: نساوة عابرة، وحدوث فجوات بالذاكرة، وتغيّم الوعي بعدها، أو قلق بعدها. لذا، تلزم ملاحظة المريض جيداً.

ثانياً: العلاج النفسي

       يُعَدّ العلاج النفسي من المداخل المهمة في علاج حالات الاكتئاب بصفة خاصة، لتفريغ الشحنة الانفعالية العدوانية، المتوجهة نحو الذات، وتقليل حدة العداء بين الأنا العليا والأنا، وتقليل الشعور بالذنب، ومساعدته على الارتباط بالواقع، وعدم العزلة، وتعديل أفكاره تجاه نفسه والآخرين.

ثالثاً: العلاج الاجتماعي

       مساعدة المريض، اجتماعياً، وحل مشاكله الاجتماعية، وإحداث التغييرات البيئية المناسبة، لتقليل معاناته.