إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الانشقاق









2

2. اضطراب الشراد الانشقاقي (النفسي)

وفيه يسافر الشخص، فجأة، إلى مكان بعيد عن البيت، أو مكان العمل المعتاد، مع اتخاذ هوية جديدة، كليةً أو جزئياً، وعدم تذكر هويته السابقة، أو تغيّم ما يتعلق بها. وقد يصاحب ذلك ارتباك واضطراب الاهتداء (Disorientation).وبعد شفائه، لا يذكر الأحداث، التي وقعت خلال فترة الشراد.

وليس ذلك خلال مسار اضطراب الهوية الانشقاقي، كما أنه ليس بسبب تأثيرات فسيولوجية مباشرة، لمادة ذات مفعول نفسي، أو بسبب حالة مرَضية جسمانية، مثل صرع الفص الصدغي. والأعراض تسبب انزعاجاً مهماً، أو خللاً في الأداء، الوظيفي أو الاجتماعي.

في بعض الحالات، قد يتميز الاضطراب باتخاذ هوية جديدة كاملة، أثناء الشراد، وعادة أكثر اجتماعية من الشخصية السابقة، التي تكون، عادة، هادئة. وفي مثل هذه الأحوال، قد يعطي الشخص نفسه اسماً جديداً، ويتخذ عنواناً جديداً، وينخرط في أنشطة اجتماعية معقدة، ومتكاملة، ولا توحي بمرض عقلي، ولا نفسي. وفي أغلب الحالات، يكون الشراد غير واضح، إذ يتكون من سفر قصير، ويبدو هادفاً، في الظاهر. وتقلّ الاتصالات الاجتماعية، في هذه الحالات. وتكون الهوية الجديدة غير مكتملة. وأحياناً، توجد نوبات من العنف، ضد ممتلكات شخص آخر. ويلاحظ أن كل حالات الشِّراد، يسافر فيها الشخص، ويبدو أكثر هادفية في سلوكه، منه في التجوال المتغيم، الذي قد يحدث في النساوة الانشقاقية.

ويحدث الشِّراد النفسي، في أي سن. وهو، عادة، قصير المدة، من ساعات إلى أيام. ولكنه قد يظل لعدة أشهر؛ وقد يمتد السفر إلى آلاف الأميال، خاصة مع تقدم وسائل المواصلات. والشفاء، عادة، تلقائي وسريع. ونادراً ما يتكرر حدوثه. ويسبب الاضطراب إعاقة متفاوتة الدرجة، طبقاً لطول مدة الشراد، وما ينشأ عن ذلك من انهيار علاقاته الاجتماعية، أو حدوث سلوك عدواني، يترتب عليه إدانة قانونية.

ويجب تمييزه من اضطراب الهوية الانشقاقي (تعدد الشخصية)، الذي توجد فيه انتقالات مميزة للهوية، متكررة. وليس محدوداً بنوبة واحدة، كما في الشراد الانشقاقي. ومن النساوة النفسية، التي يميزها فشل مفاجئ في استدعاء أحداث شخصية مهمة، تشمل بيانات هوية الشخص. ولكن لا يوجد فيها سفر هادف، واتخاذ هوية جديدة، جزئية أو كلية.

وكذلك لا بدّ من تمييزه من الصرع النفسي الحركي، الناشئ عن اضطراب وظيفة الفص الصدغي. ولا يوجد فيه اتخاذ هوية جديدة، ولا يظهر عليه انشراح وجداني. وليس هناك ضاغط يرسب ظهوره. ومن التمارض الذي يمَيَّزه، بوساطة التنويم، أو في جلسات تفريغ للشحنة النفسية، تحت تأثير حقن الأميتال، على الرغم من أن بعض الناس يستمرون في الادعاء، وهم تحت التنويم.

ويُعَدّ اضطراب الشراد الانشقاقي نادراً، ولكنه شائع، في أوقات الحروب والكوارث الطبيعية، أو الأزمات الشخصية، المصاحبة بصراع داخلي حادّ.

الأسبــاب

السبب الأساسي لهذا الاضطراب، هو نفسي. يكمن في رغبة الشخص الداخلية في الانسحاب من الخبرات العاطفية المؤلمة. وهناك بعض أنواع الشخصية المضطربة، التي تُعَدّ مهيأة لهذا الاضطراب، وهي الشخصيات الحدية، وشبه الهستيرية، وشبه الفصامية. كما أن تعاطي الكحول بكثرة، يمهد لحدوثه.

العـلاج

عادة، تكفي المساندة والرعاية لمثل هذا المريض، حتى يشفى تلقائياً. ولكن، في الحالات، التي يظل فيها الشراد مدة طويلة، يلزم علاج نفسي، لتيسير عملية استعادة الذاكرة للهوية السابقة. ويمكن استخدام التنويم أو حقن الأميتال، في المساعدة على ذلك.