إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الانشقاق









3

3. اضطراب الهوية الانشقاقي (تعدّد الشخصية)

يتميز اضطراب تعدّد الشخصية بوجود اثنتَين، أو أكثر، من الشخصيات المنفصلة الواضحة، التي تحدد كل منها بسلوكيات ومواقف واتجاهات خاصة، عندما تكون مسيطرة.

تُعرّف الشخصية، هنا، بأنها نمط ثابت، نسبياً، من الاستقبال والتفكير، والتعامل مع النفس والبيئة، يظهر في إطار متسع من المواقف، الاجتماعية والشخصية. وهناك حالات للشخصية تختلف، فقط، في مدى اتساع الإطار، الاجتماعي والشخصي.

وفي الحالات التقليدية لاضطراب تعدّد الشخصية، يوجد، على الأقل، شخصيتان كاملتان، وأحياناً توجد شخصية واحدة منفصلة، وحالة واحدة أو أكثر من حالات الشخصية. وفي الحالات التقليدية، كذلك، يكون لكل من الشخصيات، وحالات الشخصية، ذكريات منفردة، وأنماط سلوكية، وعلاقات اجتماعية مميزة. وفي حالات أخرى، قد يوجد درجات متفاوتة من الذكريات المشتركة، والسمات السلوكية العامة، أو العلاقات الاجتماعية. وتقلّ الحالات التقليدية، التي لها شخصيتان أو أكثر، لدى الأطفال والمراهقين، عنها لدى البالغين. ويتفاوت عدد الشخصيات، أو حالاتها، لدى البالغين، اثنتَين إلى أكثر من مائة، في الحالات المعقدة جداً.

ويُنْتَقَل، عادة، من شخصية إلى أخرى، فجأة، خلال فترة تمتد من ثوانٍ إلى دقائق. ولكن، نادراً ما يكون الانتقال تدريجياً، على مدى ساعات أو أيام. ويحفز الانتقال بوساطة ضغط نفسي اجتماعي. وقد يحدث الانتقال، لوجود صراعات بين الشخصيات، أو تنفيذاً لخطة وافقت عليها، أو تحت تأثير التنويم، أو الفحص، أو بتأثير الحقن بأموباربيتال الصوديوم. وغالباً، تعي الشخصيات بعضها بعضاً، إلى درجات متفاوتة. وقد تخبر الآخرين، كأصدقاء أو رفاق، أو كأشخاص غير مرغوب فيهم (مكروهين). وفي لحظة ما، فإن شخصية واحدة، هي التي تتعامل مع العالم الخارجي. والشخصية التي تمثُل للعلاج، قلّما تعرف الشخصيات الأخرى. وقد تتناقض الشخصيات في الاتجاهات والسلوك وتصور الذات. على سبيل المثال، العانس الخجِلة، قد تتحول، في الشخصية الأخرى، إلى داعرة، فاضحة التصرفات.

وأغلب الشخصيات تكون واعية بفترات من الفقد الزمني، أو تشوهات في خبرتها بالوقت. فعلى سبيل المثال، قد يصبح الشخص واعياً بفترات من النساوة، أو فترات من التغيّم في الإحساس بالوقت.

قد تتصرف شخصية أو أكثر من الشخصيات، بدرجة مقبولة من التكيف. بينما التغير في شخصية أخرى، قد يكون واضحاً إلى درجة الاضطراب الوظيفي، أو لديها اضطراب عقلي محدد، مثل اضطراب الوجدان، أو القلق. وغالباً، لا يكون واضحاً ما إذا كان هذا، يمثل اضطراباً مصاحباً، أو هو عرض مصاحب لاضطراب الهوية الانشقاقي. فلقد لاحظ بعض الدراسات، أن الشخصيات المختلفة، داخل الشخص، قد تختلف في الصفات الفسيولوجية، والاستجابات المختلفة للاختبارات النفسية، فقد تختلف في النظارة الطبية. وتستجيب استجابات مختلفة، للعلاج نفسه. ويختلف مستوى الذكاء في كل منها. وقد تقرر واحدة أو أكثر من الشخصيات، أنها من الجنس المقابل، أو من جنسية مختلفة، أو في عمر مختلف، أو من عائلة مختلفة. وكل شخصية تظهر، من التصرفات والسلوكيات، ما يلائم السن المقررة لها. وقد تقرر شخصية أو أكثر، أنها تسمع لواحدة أو أكثر من الشخصيات الأخرى، أو أنها تحدثت إليها أو اندمجت معها في نشاط (يجب تمييز هذه الأصوات والأنشطة من والضلالات). وعادة، يكون لكل شخصية اسم مختلف عن الاسم الأصلي. وأحياناً يكون الاختلاف في الاسم الأول والأخير للشخص، وربما لا يكون لواحدة من الشخصيات اسم، أو يعطى المريض اسم وظيفته.

ويبدأ اضطراب تعدّد الشخصية، أحياناً، في الطفولة. ويميل الاضطراب إلى أن يصبح مزمناً. وعادة، لا يمثُل المريض للعلاج، إلا متأخراً. وقد تمارس إحدى الشخصيات وظيفتها بصورة ملائمة نسبياً، بينما تكون أدوار الشخصيات الأخرى هامشية. ويتفاوت مستوى الإعاقة، من متوسطة إلى شديدة، طبقاً لعدد الشخصيات ونوعها. ومن مضاعفات هذا الاضطراب، محاولات الانتحار، وتشويه الذات، والعدوان الموجه إلى الآخرين، الذي يشمل إيذاء الأطفال، أو الاعتداء والاغتصاب، والإدمان. والشفاء منه، لا يكتمل، بوجه عام.

ولقد أشارت الدراسات الحديثة، إلى أن هذا الاضطراب ليس نادراً، كما كان يعتقد من قبْل. وأكثر شيوعه في مرحلة المراهقة المتأخرة، ومطلع الشباب. وهو، لدى الإناث، أكثر منه لدى الذكور. وانتشاره بين أقارب الدرجة الأولى للمضطربين، أكثر منه بين جماهير الناس، بصفة عامة.

الأسباب

  1. العوامل البيولوجية: لوحظ، في دراسة لاضطراب تعدّد الشخصية، أن 25% من الحالات، لديهم صرع. وفي دراسة أخرى، لوحظ زيادة نشاط الفص الصدغي لقشرة المخ، في صورة زيادة تدفق الدم إليه، في واحدة من الشخصيات الفرعية، وليس في الشخصية الرئيسية.
  2. العوامل النفسية: كشف عدد من الدراسات، أن هناك تاريخاً لإيذاء جنسي، بصفة خاصة، في نسبة 80% من الحالات، إضافة إلى أنواع الإيذاء الأخرى، في الطفولة، جسمانية ونفسية.

علاج اضطراب تعدّد الشخصية

يُعَدّ العلاج الناجح لهذه الحالات، هو العلاج النفسي، الذي يهدف إلى تبصير المريض بصراعاته الداخلية، وحاجته النفسية إلى شخصية أخرى، غير شخصيته الأصلية. وربط ذلك بخبراته السابقة، وصدماته النفسية. ثم تكامل الشخصيات، للوصول إلى شخصية واحدة. كذلك التنويم، وعمل جلسات تفريغ، تحت تأثير حقن الأميتال، يمكن أن يكشفا عن صدمات نفسية مكبوتة.