إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / مواجهة مشكلة المخدرات، بين الواقع والمستقبل




نبات الأفيون (الخشخاش)
نبات الكوكا
نبات القنب (الحشيش)
بعض أنواع المخدرات التخليقية

أنواع المخدرات
مرتكزات الحد من انتشار المخدرات




المبحث الأول: مفاهيم أساسية

المبحث الأول: مفاهيم أساسية

      يتناول هذا المبحث عدداً محدداً من المفاهيم والمصطلحات، بغرض الإلمام بأبعاد المشكلة في الحاضر والمستقبل، ومن هذه المفاهيم ما يلي:

أولاً: تعريف المخدرات

1. لغوياً

أصل كلمة مخدرات في اللغة العربية: خَدَرَ، وتعني السِتر، ويقال جارية "مخدرة" إذا لزمت الخدر، أي استترت ومن هنا استعملت كلمة مخدرات على أساس أنها مواد تستر العقل وتغيبه.

وفي اللغة الإنجليزية توجد كلمة  Drug، وتعني "جوهر (مادة) تُستخدم في أغراض طبية، بمفردها أو بخلطها، وهي تعمل على تغيير حالة أو وظيفة الخلايا، أو الأعضاء أو كل الكائن الحي".

أمّا كلمة (Narcotic)، فتعني "عقار يحدث النوم، أو التبلد في الأحاسيس، وفي حالات استخدام جرعات كبيرة تحدث التبلد الكامل". وهي تقابل كلمة مخدر في اللغة العربية.

2. علمياً

هناك تعريفات علمية متعددة للمخدرات، اجتهد العلماء في تحديدها، منها:

أ‌.     هي كل مادة طبيعية، أو مستحضرة، من شأنها، إذا استخدمت، في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة، أن تؤدي إلى حالة من التعود، أو الإدمان، يضر بالصحة النفسية للفرد والمجتمع.

ب‌.    هي مواد تحتوي مكوناتها على عناصر، من شأنها، إذا استعملت بصورة متكررة، أن تأخذ لها في جسم الإنسان مكاناً، وأن تحدث في نفسيته، وجسده، تغييرات عضوية وفسيولوجية ونفسية، بحيث يعتمد، ويعتاد عليها، بصورة قهرية وإجبارية، كما يؤدي إلى الإضرار بحالته الصحية والنفسية والاجتماعية، وهذا الضرر يلحق بالفرد نفسه، وبأسرته، وبالمجتمع، الذي يعيش فيه، كمدمن للمخدرات.

ج‌.    هي نوع من السموم، قد تؤدي، في بعض الحالات، خدمات جليلة، لو استخدمت بحذر، وبقدر معين، وبمعرفة طبيب مختص للعلاج في بعض الحالات المستعصية، وتُستخدم في العمليات الجراحية لتخدير المرضى، ولكن الإدمان عليها يتسبب في انحلال جسماني، واضمحلال تدريجي في القوى العقلية، وقد يؤدي بالمدمن إلى الجنون، ويجعله فريسة الأوهام والأمراض.

د‌.     مجموعة من العقاقير، التي تؤثر على النشاط الذهني، والحالة النفسية، لمتعاطيها، إمّا بتنشيط الجهاز العصبي المركزي، أو بإبطاء نشاطه، أو بتسببها للهلوسة والتخيلات. وهذه العقاقير تسبب الإدمان وينجم عن تعاطيها الكثير من مشاكل الصحة العامة والمشاكل الاجتماعية.

ونظراً لصعوبة إيجاد تعريف جامع مانع للمخدرات، على الصعيد الدولي، رؤى، خروجاً من هذا المأزق، حصر المواد المخدرة متدرجة، أي حسب درجة خطورتها، ودرجة التخدير فيها، في جداول محددة. فالاتفاقية الدولية المعروفة باسم "الاتفاقية الوحيدة بشأن الجواهر المخدرة، لسنة 1961"، و"اتفاقية المواد المؤثرة على الحالة النفسية 1971"، اتفقتا على حصر المخدرات في عدة جداول، والتزمت الدول الموقعة عليها بهذه الجداول، وان كانت الاتفاقيتان قد منحتا، لكل دولة الحق، في نقل مادة، من جدول أقل خطورة، إلى آخر أكثر خطورة، كما أعطتها الحق، كذلك، في أن تدرج، في جداولها، مادة ليست مدرجة في جداول الاتفاقيتين.

3. قانونياً

توجد عدة تعاريف قانونية للمخدرات، منها:

أ‌.     هي مجموعة من المواد، التي تسبب الإدمان، وتسمم الجهاز العصبي، ويحظر تداولها، أو زراعتها، أو تصنيعها، إلاّ لأغراض يحددها القانون، ولا تُستعمل إلاّ بواسطة من يُرخص له بذلك.

ب‌.    هي كل مادة يترتب، على تناولها، إنهاك جسم الإنسان، وتؤثر على عقله، حتى تكاد تذهب به وتكون عادة الإدمان الذي تحرمه القوانين الوضعية.

ثانياً: المصطلحات الأساسية

فيما يلي عرض لأهم هذه المصطلحات

1. الإدمانAddiction

إدمان المخدرات، هو التعاطي المتكرر لمادة نفسية، لدرجة أن المتعاطي (المدمن) يكشف عن انشغال شديد بالتعاطي، ورفض للانقطاع، وإذا ما انقطع عن التعاطي، تصبح حياة المدمن تحت سيطرة التعاطي، إلى درجة تصل إلى استبعاد أي نشاط آخر.

وفي تعريف آخر، هو حالة نفسية، وفي بعض الأحيان، جسمية، تنتج عن التفاعل، بين الفرد والمخدر، وتتميز باستجابات سلوكية، وغير سلوكية، تحتوي دائماً على شعور قسري لتناول المخدر، على أساس استمراري، أو فتري، لكي يجد تأثيراته النفسية، وفي بعض الأحيان، ليتجنب منغصات عدم وجوده.

من أهم خصائص الإدمان:

أ. ميل إلى زيادة جرعة المادة المتعاطاة.

ب. الاعتماد النفسي والعضوي على المخدر.

ج. حالة تسمم عابرة، أو مزمنة.

د. رغبة قهرية في الحصول على المخدر، بأي وسيلة.

هـ. تأثير مدمر على الفرد، والمجتمع.

2. الاعتماد Dependence

ثار خلاف بين العلماء بين معنى الإدمان، والتعود، باعتبار أن الأخير صورة أقل شدة من الإدمان. ولكن، في أوائل الستينات، أوصت هيئة الصحة العالمية بإسقاط المصطلحين (الإدمان ـ والتعود) على أن يحل محلهما مصطلح جديد، وهو الاعتماد.

وهو حالة نفسية، أو عضوية، تنتج عن التفاعل، بين كائن حي، ومادة نفسية. وتتسم هذه الحالة برغبة قاهرة في تعاطي المادة النفسية، بصفة الاستمرار أو على فترات، وذلك لكي ينال المتعاطي آثارها النفسية، وأحياناً، لكي يتحاشى المتاعب المترتبة على افتقادها، وقد يصحبها رغبة في زيادة الجرعة، كما أن الشخص قد يعتمد على مادة واحدة، أو أكثر.

وينقسم الاعتماد إلى نوعين

أ‌.     الاعتماد النفسي Psychic Dependence

وهو الحالة التي تنتج عن تعاطي العقار أو المخدر، وتسبب الشعور بالارتياح، والإشباع، وتولد الدافع النفسي لتناول المخدر، بصورة متصلة، أو غير متصلة، لتجنب الشعور بالقلق، أو لتحقيق اللذة.

ب‌.        الاعتماد العضوي Physical Dependence

وهو حالة تكيفية عضوية، تكشف عن نفسها بظهور اضطرابات عضوية شديدة، في حالة انقطاع وجود مادة نفسية معينة، أو في حالة معاكسة تأثيرها، نتيجة لتناول الشخص عقاراً مضاداً.

وتتكون الاضطرابات (أعراض الانسحاب) من مجموعة من الأعراض والعلاقات، ذات الطبيعة الخاصة بكل فئة، من المواد النفسية دون تميزها. وتزول هذه الأعراض بتناول الشخص المادة نفسها، أو مادة أخرى، ذات تأثير فارماكولوجي مماثل، داخل الفئة نفسها، التي تنتمي إليها المادة النفسية الأصلية.

3. التسممIntoxication

وهي حالة تعقب تعاطي إحدى المواد النفسية، وتنطوي على اضطرابات في مستوى الشعور، والتعرف، والإدراك، والوجدان، أو السلوك بوجه عام، ثم تتلاشى، بمرور الوقت، ويبرأ الشخص منها تماماً، إلاّ إذا كانت بعض الأنسجة قد أصيبت، أو ظهرت مضاعفات أخرى.

4. التحمُّل  (زيادة الجرعة) Tolerance

تغير عضوي يتجه نحو زيادة جرعة مادة محدثة للإدمان بهدف الحصول على الأثر نفسه، الذي أمكن تحصيله من قبل، بجرعة أقل.

5. الانسحاب Withdrawal

مجموعة من الأعراض، تختلف في بعض مفرداتها، وفي شدتها، تحدث للفرد، على أثر الانقطاع المفاجئ عن تعاطي مادة نفسية معينة، أو تخفيف جرعتها، بشرط أن يكون تعاطي هذه المادة قد تكرر كثيراً، واستمر هذا التكرار، لفترات طويلة، أو بجرعات كبيرة.

6. مادة نفسية Psychoactive Drug

أي مادة إذا تناولها الإنسان أو الحيوان أثَّرت في نشاط المراكز العصبية العليا، بالتنشيط، أو التخميد، أو الهلاوس.

7. الجرعة الزائدةOverdose

ينطوي هذا المصطلح على إقرار بوجود جرعة مقننة، وهي الجرعة التي اعتاد المتعاطي المستمر أن يتعاطاها، من أي مادة نفسية، للحصول على النشوة الخاصة بهذه المادة. فإذا زادت الجرعة عن ذلك، لسبب ما، في إحدى المرات، فإنها تحدث آثاراً معاكسة حادة. وتكون هذه الآثار عضوية أو نفسية. وتكون هذه الآثار غالباً مؤقتة، ثم تزول تلقائياً، لكنها قد تحتاج إلى قدر من الرعاية الطبية، وفي بعض الحالات، قد تصل شدة هذه الآثار إلى الموت.

8. الجلب

يقصد بالجلب إدخال المواد المخدرة إلى أراضي الوطن، بأي وسيلة كانت، وهو مجرِّم، في معظم التشريعات، وضابط التجريم هنا (مكانيتختص بتحديده أحكام القانون الدولي، التي تحدد إقليم الدولة. وعلى ذلك فإن جريمة الجلب تتحقق مقوماتها بمجرد دخول الجاني، حائزاً، أو محرزاً للمواد المخدرة، إلى داخل الحدود الإقليمية.

9. غسيل الأموال

تعددت التعاريف الخاصة بعملية غسيل الأموال، وإن كان هناك اتفاق عام على أنها "محاولة لإخفاء، وتغيير معالم الأموال القذرة، ثم إعادة استثمارها، في أنشطة اقتصادية مشروعة".

وتتمثل أهم مصادر الأموال القذرة، في الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات، وغيرها من المعاملات غير المشروعة الأخرى.

ثالثاً: معايير التصنيف

      المخدرات أنواع مختلفة، وهناك عدة معايير لتصنيفها، فهناك معيار (الأصل)، ويقسم المواد المخدرة إلى مخدرات طبيعية وتخليقية. ومعيار (التأثير)، ويقسم المواد المخدرة حسب تأثيرها على النشاط العقلي والحالة النفسية (مهبطات/ منشطات). وهناك معيار (خصائص الإدمان) الذي يقسم المواد المخدرة طبقاً لخصائص الإدمان عليها (حشيش/ أفيون/ كوكايين... الخ). وهناك معيار (اللون)، ويقسم المواد المخدرة حسب لونها (بيضاء/ سوداء...). وهناك معيار (الأصل والصلابة) (صلبة/ لينة)، وهناك معيار (النظام الدولي)، ومعيار (طرق التعاطي).