إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الأُسْرة









* تأريخ تطور الأسرة

تأريخ تطور الأسرة

       ولقد مرت الأسرة بمراحل مختلفة، عبر العصور، حتى وصلت إلى شكلها الحالي. ففي عصور الصيد، كان الرجال يقضون أغلب الوقت في مطاردة الحيوانات. وأحياناً، لا يعودون، فكانت الأم هي التي تقوم على شؤون الأُسرة ورعاية الأطفال. ولم تكن المجتمعات، حينئذٍ، قد عرفت الزواج بشكله الحالي. ولكن كانت العلاقات الزوجية متعددة، وكان الأطفال لا ينسبون إلى أب محدد، ولكن ينسبون إلى القبيلة، أو إلى الطوطم الذي تتخذه الأُسرة شعاراً لها. وكان لسيطرة الزوجة على الأسرة مظاهر، منها أنها كانت تطلق الزوج. وكان ذلك يتم عندما تحوّل المرأة باب خيمتها إلى الجهة المقابلة. ثم أصبحت الأُسرة أبوية، سيطر عليها الأب، عندما استأنس الإنسان الحيوانات، بدلاً من الجري وراءها لاصطيادها، أصبح يربيها ويرعاها، فأصبحت مهنة الرعي من نصيب الرجل، ورعاية الأولاد من نصيب الزوجة. وخضعت الأُسرة لحماية الأب، الذي ارتبط بها، وانتقلت معه أينما حل، وحيث يوجد الكلأ والماء. ثم استزرع الإنسان النباتات، في مساحات من الأرض التي يعيش عليها. وبدأ بذلك عصر الزراعة. واشترك معه أفراد الأُسرة، بمن فيهم الزوجة، في أعمال الزرع والحصاد ورعاية حيوانات المزرعة. ولكن ظلت السيطرة للأب على مقدرات الأُسرة. واهتمت الزوجة، إلى جانب مساعدتها زوجها، في المزرعة، بتربية الأبناء. وساعدت مهنة الزراعة على الاستقرار والارتباط بالأرض، التي تتم زراعتها. فقامت المجتمعات الصغيرة، التي تحولت، بمرور الوقت، إلى مجتمعات كبيرة. ثم استلزمت تلك المجتمعات وجود بعض الحرف الصناعية، لتوفير حاجاتها، من ملابس وخلافه، فقامت المجتمعات الصناعية، وأصبح وقت العمل محدداً، ودور الآلة في مساعدة الإنسان واضحاً، واتُّجه إلى تعليم الأبناء، وإعدادهم لأداء مهنة بعينها، قد تختلف عن مهنة الأب. وظلت السيطرة للزوج، إلا في حالة خروج المرأة للعمل، فشاركته، اقتصادياً، وأصبح لها دور المشاركة في قيادة الأُسرة. ثم جاء عصر المعلومات، فتقدمت الآلة، وأصبحت تؤدي الأعمال العضلية، التي كان يؤديها الرجل، بمجرد الضغط على بعض الأزرار. وفقدت العضلات دورها. وأصبح صراع العقول، واستيعاب التكنولوجيا، هو المحك في السيطرة على العصر وتطويعه، بالنسبة إلى الرجل والمرأة على السواء، خاصة بعدما أخذت الدول دوراً في توفير الحماية والأمن لأفرادها، رجالاً كانوا أو نساء. وعلى الرغم من أن الأُسرة ما زالت أبوية، تنسب إلى الأب، إلا أن الزوجة، تعلمت واستوعبت العصر، وأصبحت تشارك الرجل في كثير من مجالات العمل. وكثيراً ما شغلها هذا عن دورها الأسمى، وهو رعاية الأبناء، وتربيتهم تربية صالحة، فانحرف الأبناء، واضطرب سلوكهم، واهتز شعورهم بالأمان وبجوّ الأُسرة. وهو ثمن باهظ، تدفعه الأُسرة أولاً، ثم ينعكس على المجتمع، بعد ذلك ... أليست الأُسرة هي وحدة بنائه!