إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الأُسْرة









* الكيان الأسري

الكيان الأسري

       ويكفل كيان الأُسرة، ضمن إطاره، ومن خلال عقد الزواج بخطواته الدينية، الارتباط بين الزوجين بقدسية لا ترقى إليها علاقة أخرى. فيكون لكل منهما حقوق على الآخر، وعليه، كذلك، واجبات تجاه الطرف الآخر. فعلى الزوج الإنفاق على الأُسرة، وعلى الزوجة رعاية الأطفال، الذين هم الهدف الأساسي من تكوين الأُسرة. كما تحرم العلاقات الجنسية داخل نطاق الأُسرة، ما عدا الزوجين. ولقد كان ذلك مباحاً قبْل الأديان، إذ كان الولد يقيم علاقة جنسية مع أمه، وكان ذلك على حساب الأب، الذي تقدمت به السن، فعُزل وفقد دوره في الأسرة. وكذلك، كان للبنت علاقة جنسية مع أبيها، وكان ذلك على حساب الأم، التي يتلاشى وجودها، فتعزل إلى أن تموت. فجاءت الأديان بتحريم العلاقات الجنسية بين أفراد الأُسرة، حفاظا على العلاقات بين أفرادها. كما كفلت الأُسرة أفرادها، اقتصادياً، ومنحتهم المساندة والدعم الاجتماعي، وهو ما يحميهم من المرض النفسي ويقيهم بل يقوّيهم على مواجهة شدائد الحياة. وللأُسرة، إضافة إلى كفالة أفرادها ورعايتهم، وخاصة الأطفال، دور مهم في نقْل التراث الاجتماعي إلى أفرادها، إذ تعلمهم اللغة والدين، والأخلاق والأعراف، والعادات والتقاليد، السائدة في مجتمعهم، وتعدّهم للتعايش مع هذا المجتمع. وإذا نجحت في ذلك، فإنها تحقق التكيّف لأفرادها. وأحيانا تتخبط الأُسرة بين ثقافات مختلفة، ويتبع ذلك عدم وضوح رؤية الوالدين إلى تنشئة أبنائهما، وتختلط الأمور على الأبناء، ويصبحون مشبعين بثقافات أخرى، غير ثقافة مجتمعهم، فيهتز تكيّفهم ويصطدمون بالمجتمع، ولكنهم لا يستطيعون تغييره. ولذا، فإنهم إما أن يهربوا منه، بالهجرة إلى مجتمع آخر، أو يمرضون، كمرحلة عابرة، ريثما يعودون إلى التكيّف مع المجتمع.