إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الاتفاق الاجتماعي









مقومات الاتفاق الاجتماعي وخصائصه

مقومات الاتفاق الاجتماعي وخصائصه

          للاتفاق الاجتماعي مقومات ضرورية يمكن تصنيفها في مجموعتين أساسيتين كالآتي:

1. المجموعة الأولى: تتعلق بالمقومات الأساسية أو الأولية Primary Components:

      وهي العوامل المتصلة بالعنصر أو السلالة أو الدين أو السن أو النوع. فكلّما كانت هذه العوامل متجانسة ومتشابهة إلى درجة كبيرة كان الاتفاق العام أو الاتفاق الاجتماعي متشابه إلى حد كبير. فمثلاً، يسود الاتفاق الاجتماعي في المجتمعات البسيطة، التي تتشابه في خصائصها الثقافية والسلالية والدينية، أما في المجتمعات المعقدة أو الكبيرة، التي تتكون من جماعات متباينة، من ناحية السلالة أو الجنس، وتتنوع فيها الثقافات الفرعية والانتماءات الطبقية، مثلاً، فإن تنوع هذه العناصر وتلك الخصائص يؤدي إلى صعوبة تحقيق الاتفاق الاجتماعي.

2. المجموعة الثانية: تتصل بالمقومات الثانوية Secondary Components:

      وهي العوامل المرتبطة بالطابع القومي أو الشخصية الجماعية، وتنبع من الحقيقة الاجتماعية، التي تنطوي على عملية التفاعل الاجتماعي. وتتفاعل في ذلك مجموعة خصائص تتعلق بالوسط الاجتماعي والنفسي والديموجرافي، التي تؤكد على الدور المحوري، الذي يلعبه الاتفاق (الإجماع) بين الناس على القيم الأخلاقية، في المحافظة على النظام الاجتماعي.

          تعرضت فكرة الاتفاق الاجتماعي إلى الهجوم والنقد في عقد السبعينيات، نظراً لأن الإجماع الكلي غير موجود استناداً إلى منظور واسع لنظرية الصراع. ومع هذا يرى كثير من العلماء ضرورة توافر بعض المعايير المشتركة، من أجل الحياة الاجتماعية.

          إن الإجماع الاجتماعي متغير داخل الأنساق الاجتماعية، التي تراوح ما بين جماعات تضم عضوين أو أكثر إلى مجتمعات كاملة، ويتحقق الاتفاق الاجتماعي عندما يتفق أعضاء تلك الأنساق ـ في حالة الاتفاق الإيجابي ـ على مسائل أخلاقية أو إدراكية ترتبط بأفعالهم، أو تخص الأشخاص الرئيسيين، أو تخص الأدوار الرئيسية في النسق. ومن ثم فإن الاتفاق الاجتماعي يقوم على الاتفاق حول القواعد، التي ينبغي أن تحكم سلوك الأفراد فيما يتعلق بأهداف النسق وتحديد الأدوار والمكافآت، داخل النسق الاجتماعي.

          وثمة عنصر آخر يَكْمن في الإجماع أو الاتفاق الاجتماعي، وهو التماسك الذي يُكَوِّن الشعور بالذاتية المشتركة المنبثقة من روابط العواطف الشخصية أو الخصائص الأصلية (السلالة والقرابة والمكانة الاجتماعية والارتباط المشترك بالأشياء المقدسة في الثقافة).

          وأخيراً، يجب تحقيق الاتفاق الاجتماعي حول المسائل الأساسية في المجتمع، مثل: توزيع السلطة والدخل والثروة والقواعد السلوكية، وتوزيع الأدوار والمسؤوليات والمكافآت. فإن ذلك يساعد على تحقيق تماسك المجتمع واستمراره لفترات طويلة من دون صراعات وحروب أهلية وبلا ثورات شعبية.