إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



          أصحاب السمو والمعالي الوزراء ...

          إن هذه الدورة تكتسب أهمية خاصة حيث تنعقد في ظل ظروف صعبة وتحديات صارخة واعتداء واحتلال لأرض دولة الكويت الشقيقة العضو بمجلس التعاون لدول الخليج العربية بل هو اعتداء غاشم على دول المجلس مجتمعة وعلى دول العالم والإرادة الدولية والنظام الدولي بأسره.

          إن احتلال العراق لدولة الكويت يمثل تحدياً سافراً لإرادة المجتمع الدولي المتمثلة في قرارات مجلس الأمن وقرارات جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

          وإذا كان ذلك الاحتلال الآثم يمثل بصفة عامة تحدياً للإرادة الدولية فإنه يمثل وبصفة خاصة عدواناً على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وانتهاكاً صارخاً لسيادتها واستقلالها. ولهذا كان لا بد لدول المجلس مجتمعة أن تتصدى لذلك العدوان بكل إمكانياتها حتى تحرر دولة الكويت وتعود الحكومة الشرعية بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح لممارسة سلطتها الشرعية على أرضها وحتى يعود شعب الكويت الباسل لوطنه.

          ولا يسعنا هنا إلا أن نحيي قيادة شعب الكويت الحكيمة التي ظلت تعمل جاهدة لتحرير أرضها كما لا يسعنا إلا أن نحيي تضحيات شعب الكويت الذي رفض الاستسلام واختار الكفاح من أجل النصر والتحرير.

          أصحاب السمو والمعالي الوزراء ...

          لقد أثبتت هذه الأحداث وأكدت أهمية وجود مجلس التعاون وضرورة الإسراع في إرساء هياكله الدفاعية والسياسية والاقتصادية.

          إن الدروس المستفادة من الاحتلال توجب علينا إعادة النظر في سياساتنا الدفاعية وتدعونا إلى تعزيز قدراتنا العسكرية وترسيخ مبدأ الاعتماد على النفس لا سيما وإننا نعيش في منطقة ذات أهمية قصوى لتقدم العالم وحضارته.

          لقد انقضى عقد من عمر هذا المجلس ولا بد من وقفة مسئولة لمراجعة وتقييم ما أنجز من أعمال وما لم ينجز.

          إننا نقف اليوم على مشارف قرن جديد ينبئ بميلاد نظام دولي جديد يتقارب فيه الشرق مع الغرب وتصبح فيه قضية التنمية الاقتصادية ميداناً للصراع الحقيقي من أجل تقدم الإنسان ورفاهيته بعد أن انتهت الحرب الباردة ولا بد أن يلقي هذا النظام الدولي الجديد بظلاله إيجاباً أو سلباً على منطقتنا ولهذا يجب علينا أن نتفهم ونعي لغة العصر الذي نعيش فيه ويجب علينا أن نستعد لمواكبة تطورات النظام الدولي الجديد ونسهم في بلورته بما يتواءم مع قيمنا وحضارتنا وتراثنا.

<2>