إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



تصريح لمصدر سعودي مسؤول يوضح فيه ملابسات تأجيل مؤتمر القمة العربي الثاني عشر في فاس
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1981، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 17، ط 1، ص 473"

تصريح لمصدر سعودي مسؤول يوضح فيه ملابسات تأجيل مؤتمر القمة العربي الثاني عشر في فاس.

فاس، 27/ 11/ 1981

(الرياض، الرياض، 28/ 11/ 1981)

          إن المملكة العربية السعودية عندما أعلنت مشروع السلام لم تكن تستهدف أي مصلحة خاصة بها أو تحقق هدفا سعوديا ضيقا بل كانت ترمي من ورائه إلى خدمة القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين عن طريق طرح مبادئ منطقية عادلة تحظى بالإجماع العربي والتأييد العالمي وتساعد في استرجاع العرب لحقوقهم المشروعة. وقد حظي المشروع منذ إعلانه بتأييد فوري عام من جانب أغلبية الدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية والدول الآسيوية والأفريقية والدول الغربية وظهر بوضوح مطلب عربي لعرض المشروع على مؤتمر القمة الثاني عشر ولم يكن هناك أي خيار أمام المملكة سوى الاستجابة لهذا المطلب وقد اتضح للوفد السعودي أنه في الوقت الذى حظي فيه المشروع بتأييد كامل من جانب غالبية الدول المشتركة في القمة فقد طرحت بعض الدول عددا من التساؤلات والتحفظات حول بنود معينة من المشروع.

          ونظرا لإيمان المملكة التام بأن أي استراتيجية عربية يجب أن تحظى بالتأييد الإجماعي لكي تستطيع إيجاد الزخم الكفيل بدفع الموقف العربي إلى الأمام فقد قام الوفد السعودي بسحب المشروع مؤكدا لمؤتمر القمة أن المملكة على استعداد تام لأن تقبل أي بديل يجمع عليه العرب. ولقد تبين على الفور وجود رفض لفكرة سحب المشروع وإصرار من القادة العرب على بقائه في جدول الأعمال كما هو وكذلك دون اعتراض من أحد أما فيما يتعلق بتأجيل جلسات المؤتمر فإنه قد جاء نتيجة لاقتناع القادة بأن عددا من القضايا المطروحة على جدول الأعمال تتعلق باستراتيجية العمل العربي المشترك وبالأهداف العربية العليا وبالتالي تحتاج إلى مزيد من البحوث والاتصالات حولها كما أن جلالة الملك الحسن الثاني اقترح أن تتم مناقشتها مرة أخرى في اجتماع يحضره رؤساء الدول العربية الذين لم تمكنهم ظروفهم من حضور هذا الاجتماع باعتبارهم وحدهم مع بقية أشقائهم القادرين على اتخاذ القرارات المصيرية التي

<1>