إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



بيان مجلس الوزراء

وأصدر مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية بيانا إيضاحيا إلى جميع زعماء الأمة الإسلامية والعربية هذا نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم...

إن حكومة المملكة العربية السعودية وبناء على ما لديها من التقارير الأمنية وفي ضوء ما اطلعت عليه من الوقائع المصورة لما أقدم عليه بعض الحجاج الإيرانيين من الأعمال الغوغائية في ساحة المسجد الحرام تود أن توضح للجميع بأن ما أوردته وسائل الإعلام الإيرانية من أخبار مختلقة وإتهامات ملفقة ضد سلطات الأمن السعودية لا تطابق الواقع ولا تمت إلى الحقيقة بصلة. فقد شاهد مئات الألوف من حجاج بيت الله كل ما حدث بل وشهدوا بأنفسهم ومعهم إخواننا المواطنون على أن المتظاهرين هم الذين تسببوا في سقوط الضحايا الأبرياء من الحجاج والمواطنين على السواء كما سمعوا بآذانهم نداءات المتظاهرين الداعية إلى توجه المسيرة لداخل المسجد الحرام مما لا يرضى به مسلم يخشى الله ويتقيه.
وأضاف البيان يقول.. إن قادة العالم الإسلامي والعربي يعلمون بأن حكومة المملكة العربية السعودية ومنذ أن شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين كانت ولا تزال تتفانى بكل طاقاتها المادية والبشرية في سبيل خدمة الحجيج وتوفير راحتهم وأمنهم وسلامتهم وتأمين نقلهم إلى الأراضي المقدسة جوا وبحرا وبرا بما هو معروف وملموس لدى الجميع ولم تمنع مسلما عن حج بيت الله أو تلحق به أذى طوال تاريخها وحتى اليوم.

واستطرد البيان يقول.. أما بالنسبة لحجاج إيران ومنذ قيام ثورتها حتى يوم أمس فإن حكومة المملكة

لم تترك بابا يطرق للخير إلا طرقته ولا طريقا يؤدي إلى الشر إلا أوصدته ولم تترك وسيلة من وسائل التفاهم الودي والتعاون الإسلامي مع حكومة إيران إلا سلكته مباشرة أو عبر الوسطاء من الأشقاء ولكم تغاضينا عن تجاوزاتهم لأنظمة البلاد وضوابط الأمن في الأعوام الماضية لا ضعفا أو تهاونا في واجباتنا وحقوقنا فنحن أقوياء بالله القوي العزيز ثم برجالنا وقدراتنا الذاتية وإنما كان تسامحنا معهم ينطلق في كثير من الأمور من ثقتنا في الله ثم في أنفسنا وحرصا منا بعد ذلك على سلامة ما يقارب مليوني حاج يؤمون بيت الله في كل عام.

وقال البيان في ختامه.. وإن حكومة المملكة إذ توضح هذه الحقائق والوقائع لقادة العالمين الإسلامي والعربي فإنها ترحب بدعوة جميع رؤساء بعثات الحج وسفراء الدول الإسلامية والعربية المعتمدين في المملكة للاطلاع على الوثائق المصورة لأحداث المسيرة الإيرانية. وحسبنا قناعة بحكم ضمائر المنصفين كما أن لحرمة بيت الله على قادة المسلمين وأئمتهم وعلمائهم في مشارق الأرض ومغاربها حق واجب وهو شجب هذه الأعمال التي قام بها الإيرانيون والتنديد بها وزجر كل من يحاول الإساءة إلى حرمة البيت العتيق ومشاعر المسلمين ونسأل الله أن يحق الحق ويبطل الباطل ويهدينا إلى سواء السبيل.

حوادث موسم حج عام 1406 هـ

أشار بيان مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية بأن هذه الحوادث المؤسفة حاول بعض الحجاج الإيرانيون ارتكابها في مواسم الحج الماضية إلا أن الحكومة السعودية كانت تواجهها بالحكمة والصبر حتى يؤدي حجاج بيت الله الحرام شعائر الحج في أمن وهدوء واستقرار.

وقد عرض تلفزيون المملكة مساء اليوم الثامن من شهر ذي الحجة 1407 هـ فيلما وثائقيا عن الأشياء الممنوعة التي حاول بعض الحجاج الإيرانيون إدخالها إلى المملكة في موسم حج عام 1406 هـ بأمر من القيادة الإيرانية بهدف تخريب المقدسات الإسلامية والنيل من أمن واستقرار وسلامة حجاج بيت الله الحرام.

وقد بين الفيلم الوثائقي بالصورة والصوت أن إحدى الطائرات الإيرانية التي تحمل بعض الحجاج الإيرانيين وصلت إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة عند الساعة السادسة وخمسين دقيقة من صباح يوم الجمعة الثالث من شهر ذي الحجة 1406 هـ.

وبعد أن قدموا من سلطات أمن المطار كما هي العادة بكل عناية وترحاب بدأت حقائبهم تمر على أجهزة التفتيش الروتينية.. فماذا حدث.. اشتبه الضباط المسؤولون عن الأمن في تلك الحقائب فبدأوا بتفتيشها ليكشفوا أن أول حقيبة تناولها التفتيش كانت تحتوي على مخزن في أسفلها مليء بمادة شديدة الانفجار مما اضطر المسؤولون عن الأمن إلى حجز جميع الحقائب التي بلغ عددها خمسا وتسعين حقيبة كلها ذات مخازن سفلية ملبسة بمادة التفجير التي بلغ وزنها واحدا وخمسين كيلو جراما.

وبعد أن انتقل النبأ إلى السلطات المسؤولة في الدولة تم تشكيل لجنة للتحقيق ثم بين الفيلم بالصوت والصورة إعتراف كبير ركاب هذه الطائرة الحملدار محمد حسن علي محمدي دهنوي أنه ومجموعته كلفوا من قبل القيادة الإيرانية باستخدام تلك المتفجرات في الحرمين الشريفين وفي المشاعر المقدسة وكان في المملكة ما يقارب مليوني حاج من مختلف الأقطار الإسلامية في العالم يؤدون فريضة حج بيت الله.

وقد أظهر الفيلم اعتراف الحملدار وزملائه بالصوت والصورة بأنهم جاءوا يحملون الموت والدمار لضيوف الرحمن.

وعندما اكتملت جميع التحقيقات وثبت للجنة التحقيق أن عددا كبيرا من ركاب تلك الطائرة من الحجاج الإيرانيين لا يعلمون ما يحملون سوى أن الحقائب قدمت لهم عند السفر لوضع أمتعتهم بها دون علمهم بما تحويه مخازنها السفلية المليئة بالمتفجرات.. وبعد أن رفعت نتائج التحقيقات لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أمر- حفظه الله- بنظره الثاقب وحكمته المعهودة أمر بحفظ التحقيق واستضافة حجاج طائرة الموت على نفقة الدولة.. كا أمر بتمكينهم من أداء فريضتهم والعناية بهم حتى عادوا إلى بلادهم مغززين مكرمين. لقد فعل هذا خادم الحرمين الشريفين لأسباب نبيلة منها:
أولا: حرصه الشديد على عدم إعلان أي حدث يعكر صفو الأجواء الروحانية للمسلمين خلال أداء مناسكهم.
ثانيا: درءا للسيئة بالحسنة وتفاديا لما قد يكون مدبرا من قبل لأعمال الشغب والتخريب في أجل الأيام حرمة وأقدسها عبادة.
ثالثا: تكريما وتقديرا واستجابة لوساطة أشقائه من زعماء الدول العربية والإسلامية الذين تمنوا على أخيهم الملك فهد بن عبد العزيز عدم الإعلان عن الحادث أملا في أن يحفظ الإيرانيون للمملكة هذا الصنيع.

لقد كشف الفيلم الوثائقي الذي عرضه التلفزيون مساء أمس كيف يرى قادة إيران الإسلام الذي يستترون وراءه في ثورتهم الظالمة إنهم يرون أن انتهاك حرمة البيت العتيق ومناسك العبادة وقتل مئات الآلاف من المسلمين من تعاليم الدين الحنيف الذي يدعون أانهم حماته وأبناءه وأوضح التعليق على الفيلم أن هذا ما كان من إيران في العام الماضي وما كان منها في هذا العام في إشارة إلى الفيلم الوثائقي الذي عرضه التلفزيون السعودي مساء أمس الأول عن الأحداث الغوغائية التي قام بها بعض الحجاج الإيرانيين في مكة المكرمة يوم الجمعة الماضي.
وترك معلق الفيلم الحكم بعد ذلك للضمائر الحية في جميع أنحاء العالم الإسلامى والعربي والغربي وللمنصفين من أبناء الشعب الإيراني المسلم.

هذا وقد بث التلفزيون السعودي هذا الفيلم مساء أمس عبر الأقمار الصناعية إلى العديد من الدول الإسلامية والعربية والعالمية ليطلع الرأي العام على محاولات التخريب التي يقوم بها النظام الإيراني تجاه الأماكن المقدسة وضيوف الله والمواطنين.

وأوضح أحد خبراء المتفجرات السعوديين أن المادة المتفجرة سي 4 تحتوي على مركب ار بي إكس التي تندرج تحت فئة المتفجرات العسكرية البلاستيكية شديدة الانفجار.

وقال خلال الفيلم الوثائقي إن من خصائص هذه المادة أنها مقاومة للماء وذات حساسية تساعدها وأن تكون سهلة النقل والتشكيل بما يسهل إخفائها وتهريبها.

وأضاف قائلا إن مادة سي 4 من المواد العسكرية التي لا يمكن الحصول عليها تجاريا فهي تصنع في المصانع الحربية وبين أن استخدام كيلو غرام واحد من هذه المادة يكفي لنسف سيارة ولإحداث أثر تدميري فيها ويخلف وفيات بما يعادل نسبة 85% في دائرة قطرها عشرة أمتار بجانب إحداث خسائر وإصابات خارج هذه الدائرة نتيجة للشظايا المتطايرة من السيارة.

من جهة أخرى أقر مدير القافلة الإيرانية الحملدار محمد علي محمدي دهنوي خلال الفيلم الوثائقي أنه قبل قدومه إلى أراضي المملكة توجه إلى طهران حيث أبلغ أنه سيتمتع بحماية النظام الإيراني وأنه لن يكون بمفرده في هذا العمل الإجرامي.

وقال إن الهدف من إدخال المتفجرات إلى المملكة هو المحافظة على مصالح إيران في الخارج. وأضاف قائلا بصفتي مديرا للقافلة قمت بتسليم حقائب الركاب إلى أحد الأشخاص الذين تعرفت عليهم حديثا ويدعى رضا توكلي.. وقال إن المدعو رضا توكلي عرف نفسه لي هو من أفراد الحرس الثوري وأضاف لقد أبلغني توكلي أننى بصفتي مديرا للقافلة أستطيع إدخال المواد المتفجرة إلى المملكة عن طريق حقائب الركاب حيث سيستلم هو شخصيا تلك المواد لاستخدامها بالطريقة المناسبة.
ومضى قائلا إن الأمر ليس فيه شك فالحقائب إيرانية تخص حجاجا إيرانيين ووصلت على طائرة إيرانية قادمة من الأراضي الإيرانية.. ونسأل ما هو هدفكم من ذلك وأجاب أنا لا اعرف فاسألوا الحكومة الإيرانية.

وقد أوضح بعض ركاب الطائرة الإيرانية الذين وضعت في حقائبهم تلك المتفجرات أن لا علم لهم بمحتويات تلك الحقائب ووصفوا هذا العمل بأنه شرك مدبر وأشاروا إلى أنهم سلموا حقائبهم إلى مدير القافلة قبل خمسة عشر يوما من موعد قدومهم إلى المملكة على أن تسلم لهم في جدة أو مكة المكرمة. وقالت امرأة إيرانية كانت على متن الطائرة نشكر السلطات السعودية على اكتشاف هذه المواد حتى

لا يصاب أي من حجاج بيت الله الحرام بمكروه.

وقالت أخرى لو أدخلت هذه المواد لتسببت في قتل أعداد كبيرة من المسلمين وأن من يقدم على مثل هذا العمل ليس في قلبه رحمة.

وقال رجل إيراني من ركاب الطائرة الإيرانية لقد جئنا من عدة قرى متباعدة تابعة لأصفهان لزيارة المسجد الحرام وعند وصولنا عرفنا أننا وقعنا في شرك مدبر ونحمد الله أنه تم ضبط هذه المواد حتى لا يصاب أي حاج بمكروه ونحن ممتنون للسلطات السعودية.

وقال آخر أقسم بالقرآن أنني لا أعرف شيئا عما بداخل الحقيبة أو كيف وضعت تلك المواد فقد سلمنا الحقائب لمدير القافلة قبل حمسة عشر يوما من موعد قدومنا لقد تحملنا مصاعب كبيرة للمجيء لزيارة بيت الله الحرام. كما تحدث أحد رجال الجمارك السعوديين خلال الفيلم عن المراحل التي رافقت اكتشاف المواد المتفجرة التي وصلت على رحلة الخطوط الجوية الإيرانية رقم 3169 في الثالث من الحجة عام 1406 هـ القادمة من أصفهان فقال عند تفتيش أول حقيبة من حقائب ركاب الطائرة وجدت في قاعها لوحا خشبيا سميكا فقمت بنزع عجلات الحقيبة وأخرجت اللوح عند ذلك تم فتح اللوح الخشبي الذي وجد بداخله مادة لزجة وعلى الفور تم فحص باقي حقائب ركاب الطائرة الإيرانية.. ونزع عجلاتها واستخراج الألواح الخشبية واستخراج تلك المادة التي بلغ وزنها 51 كيلو جرام.

وأوضح أن تلك المادة كانت على شكل عجينة تم فردها على ألواح خشبية مجوفة ثم غطيت بلوح آخر وتم لصق اللوحين بمادة لاصقة وثبت اللوح بأكمله في قاع الحقيبة لإعطاء مظهر عادي لا يؤدي إلى الاشتباه.