إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

   



تصريح المتحدث الرسمي المصري حول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسورية

تصريح المتحدث الرسمي المصري حول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسورية
القاهرة، 9 سبتمبر 1972

جريدة الأهرام، القاهرة 10 سبتمبر 1972

         من الواضح أن الغارات الجوية الوحشية التي قامت بها إسرائيل قد استهدفت عن عمد المدنيين الأبرياء العزل من السلاح، إلا أن هذه الغارات التي استخدمت فيها طائرات الفانتوم الأمريكية قد ركزت ضرباتها على أكثر من عشرة مخيمات للاجئين في سورية ولبنان ومن الواضح أيضاً أن إسرائيل قد تعمدت اختيار أكثر المخيمات ازدحاماً وخاصة مخيم نهر البارد بالقرب من مدينة طرابلس اللبنانية، وهو المخيم الذي يؤوي نحو 17 ألف لاجئ شردتهم إسرائيل من ديارهم في فلسطين وواصلت ملاحقتهم باعتداءاتها الوحشية التي ما برحت مستمرة.

         إن هذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل وتستخدم فيها الأسلحة الأمريكية تعتبر استمراراً للتحدي الإسرائيلي لكل قرارات الأمم المتحدة وميثاقها بإصرارها على رفض إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعدم التزامها بتنفيذ ما قررته الهيئة الدولية من ضرورة إعادة الأرض التي اغتصبتها. إن إسرائيل لتخطئ إن اعتقدت إنها بعملياتها العسكرية ضد مخيمات اللاجئين في سورية ولبنان ستستطيع إسكات صوت الحق وكبت إرادة الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة كاملة وأن العالم المتحضر ليرفض بإصرار إن تتمادى إسرائيل في سياستها العدوانية في وجه كل القوانين الدولية والأخلاقية والإنسانية. وإننا في الوقت نفسه لا نستطيع أن نبرئ الولايات المتحدة الأمريكية من مسئولية تشجيع العدوان الإسرائيلي لاستئناف عمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين. ولن يسمح العالم المتحضر لإسرائيل وحلفائها بتعريض أمن المنطقة وسلامتها للخطر إن استمرت إسرائيل في اعتداءاتها في ظل الحماية الأمريكية اعتقاداً منها بأنها تستطيع إسكات صوت الفلسطينيين وإسكات إصرارهم على استعادة كل حق من حقوقهم المشروعة.

         لقد كان من الأولى بإسرائيل والذين يؤيدون استمرار عدوانها على الأراضي العربية ويمدونها بالسلاح والمال لتقوم بعمليات عسكرية ضد مدنيين عزل، لقد كان أولى بهم إزالة الأسباب الرئيسية التي تدفع بالمنطقة كلها إلى حالة تهدد السلم والأمن الدوليين للخطر بدلا من تأييدها وتشجيعها على استمرار هذا العدوان. وإنه لأمر غريب وغير مقبول بحال من الأحوال أن تطالب إسرائيل الدول العربية بأن تتنازل عن أراضيها ثمناً للسلام في المنطقة.

         إنه يتعين على كل الدول المحبة للسلام أن تبدي رأيها في إنكار إسرائيل لكل القيم الإنسانية والحضارية وأن تقوم بمسئولياتها الدولية بمقاومة هذا العدوان ولن يسكت العرب مهما كانت الظروف على هذا التصرف الإجرامي الخطير.


<1>