إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

   



بيان المجلس الوزاري لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 379 - 380"

بيان المجلس الوزاري لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط.

الكويت، 17/10/1973

 

(السياسة/الكويت، 18/10/1973)

         تسهم الدول العربية المصدرة للبترول في رخاء العالم وازدهاره واقتصاده، بما تصدره اليه من هذه الثروة الطبيعية الناضبة. وعلى الرغم من ان انتاج كثير من هذه الدول قد جاوز الحد الذي يتطلبه اقتصادها الذاتي المحلي، وحاجة اجيالها القادمة الى الطاقة ومصادر الدخل، الا انها استمرت في زيادة انتاجها، مضحية بمصالحها الخاصة في سبيل التعاون الدولي ومصالح المستهلكين. ومن المعروف ان مناطق شاسعة من اراضي ثلاث دول عربية قد احتلتها اسرائيل بالقوة في حرب يونيو [حزيران] 1967، واستمرت على احتلالها غير عابئة بقرارات الامم المتحدة، وغير ملتفتة الى نداءات السلام المختلفة من الدول العربية او الدول المحبة للسلام.
وعلى الرغم من ان الجماعة الدولية عليها التزام بتنفيذ قرارات الامم المتحدة، وعليها ألا تمكن المعتدي من جني ثمار عدوانه والاستيلاء على اراضي الغير بالقوة، الا ان معظم الدول الصناعية الكبرى المستهلكة للبترول العربي لم تتخذ اجراء او تصرفاً يدل على شعورها بذلك الالتزام الدولي العام، بل بدر من بعضها ما يدعم الاحتلال ويقويه، ونشطت الولايات المتحدة الاميركية قبل الحرب الحالية واثناءها، بمد اسرائيل بكل مصادر القوة التي تزيد من غطرستها وتمكنها من تحدي الحقوق المشروعة ومبادىء القانون الدولي العام التي لا جدال فيها. ولقد تسببت اسرائيل، سنة 1967، في قفل قناة السويس، وحملت الاقتصاد الاوروبي تبعة ذلك. ثم قامت في الحرب الحالية بضرب مرافىء التصدير في شرق البحر الابيض المتوسط، محملة اوروبا نقصاً آخر من امداداتها. وهي، مرة ثالثة، نتيجة لتحديها لحقوقنا المشروعة ومن ورائها اميركا تدعمها وتؤيدها، تدفع العرب الى اتخاذ قرار بعدم الاستمرار في تضحياتهم الاقتصادية، بانتاج كميات من ثروتهم البترولية الناضبة تزيد عما تبرره العوامل الاقتصادية في بلادهم، الا اذا هبت الجماعة الدولية لوضع الامور في نصابها وارغام اسرئيل على الانسحاب من اراضينا المحتلة، واشعار اميركا بالثمن الفادح الذي تدفعه الدول الصناعية الكبرى نتيجة دعمها الاعمى غير المحدود لاسرائيل.
ولذلك، فقد قرر وزراء البترول العرب، المجتمعون هذا اليوم، السابع عشر من اكتوبر [تشرين الاول] بمدينة الكويت، ان يبدأوا حالا في خفض انتاجهم، بنسبة لا تقل في كل دولة عربي، مصدرة للبترول عن خمسة بالمائة من انتاج شهر سبتمبر [ايلول]، ثم تطبق نفس النسبة كل شهر بالتخفيض مرة اخرى من انتاج الشهر الذي سبقه، وذلك حتى يتم جلاء القوات الاسرائيلية جلاء كاملا من جميع الاراضي العربية المحتلة في حرب يونيو [حزيران] 1967، واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقد حرص المجتمعون ألا ينال هذا التخفيض أية دولة صديقة ساعدت أو ستساعد العرب مساعدة مادية فعالة، اذ يستمر امدادها بالبترول بنفس الكمية التي كانت تحصل عليها قبل التخفيض، وسوف تعامل بنفس المعاملة الاستثنائية كل دولة تتخذ اجراء هاماً ضد اسرائيل لحملها على انهاء احتلالها للاراضي العربية المغتصبة. ويناشد الوزراء العرب كافة شعوب العالم، وفي مقدمتها الشعب الاميركي، مؤازرة الامة العربية في نضالها ضد الاستعمار والاحتلال الاسرائيلي، ويؤكدون لهم رغبة الامة العربية الصادقة في التعاون الكامل مع شعوب العالم واستعدادها لتزويد العالم بحاجته من البترول رغم كل التضحيات، متى اظهر العالم تعاطفه معنا وشجبه للعدوان علينا.


<1>