إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

تجاهل مطالب الشعب، ورفض التجاوب مع وعوده وعهوده، واطمأن إلى المؤامرة التي نسجت خيوطها القاهرة لضرب الأخ بأخيه، فليعد إلى القاهرة، إلى حيث يشاء!

ولقد حافظنا على حياته وكرامته، وودعناه إلى الطائرة ومضينا نتم سيرنا على طريقتنا الثورية. كان الذي علمتم من نجاح الحركة والتفاف القلوب من حولها في هذا الجزء السوري من الوطن العربي الكبير. من هذا كله يتأكد ان حركة الثورة حركة شعبية، تنشد كرامة الجيش والشعب في وقت معاً. فلا هي بالرأسمالية، ولا الرجعية، ولا الاستعمارية ولا الحزبية، وانما تمثل الحركة في مبادئها وأهدافها مبادئ الشعب وأهدافه:

أولاً - الذود عن مقدسات القومية العربية التي تفترض في كل مواطن العمل على تحقيق وحدة لا تتجزأ، وحدة تتتابع عليها خطوات البلاد العربية جمعاء، ولا يتهيب بلد عربي من الإقبال عليها والانضمام في سلكها.

ثانياً - تحقيق اشتراكية صادقة، بتطبيق مقوماتها الصحيحة تطبيقاً سليماً، فلا تصدر عن ارتجال، ولا تكون مجرد دعاية سياسية.

ثالثاً - نشدان ديموقراطية صحيحة، لا تميع حتى تنحدر إلى الفوضوية، ولا تتقلص حتى تتحول إلى الدكتاتورية الفردية. هذا إلى انضباط كامل، وحرمة لمقدسات النظام في جيش قوي، جيش مستمسك بواجبه الأساسي، الا هو الذود عن حياض الوطن. وتلك كلها أهداف مثلى ومقاصد قومية عليا. فما استهدفت القيادة الثورية تحقيق مغانم شخصية، أو أطماع فردية أو ما شابه ذلك.

وما انطوى اليوم الأول للحركة، الا وقد تحلقت من حولها قوى الجيش في سائر أراضي الجمهورية العربية السورية. وعندئذ قامت القيادة العربية الثورية العليا بتسليم الأمور إلى المختصين، وتم تأليف الحكومة.

تلك هي أسباب ثورتنا، وخطوات حركتنا، ومبادئنا وأهدافنا. واننا نعاهد الله على ان نحاسب على هذه المبادئ والأهداف، وان نبذل أرواحنا في سبيلها، وأن نعمل على تحقيق وحدة عربية حقيقية، وحدة قائمة على التكافؤ والمساواة. وأن نضع كل ممكناتنا في سبيل الدفاع عن قضايا العرب، ونجدة كل قطر عربي ألمت به كارثة الاستعمار أو الطغيان، فما جيشنا جيش الجمهورية العربية السورية، وإنما جيش العرب. وقد نذر نفسه لتحرير فلسطين والدفاع عن عروبة الجزائر والاستجابة إلى كل نداء عربي في كل أرض عربية. ذلك عهدنا أمام الله، والله من وراء القصد.


<97>