(تابع) اتفاق التنسيق بين الجمهورية العربية المتحدة واليمن
"المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط2، 1990، ص419 - 420"

الشعب العربي واصراره الذي لا يتزحزح على انتزاع حقه في الحرية والعدل الاجتماعي وقد دعت  اليه شريعة الله ونادت به رسالة نبيه الكريم فكانت ثورة اليمن نقطة تحول كبرى في تاريخ النضال العربي.

ان ثورة الشعب اليمني تفجرت رغم الظروف القاسية التي احاطت به وصنوف الارهاب الشديد التي سلطت عليه. وأثبتت الثورة اليمنية الارادة العنيدة لنضال الشعب العربي وصدقه الثوري وتمسكه بضرورة تغيير حياته تغييرا عميقا لتحقيق اماله العربية الواسعة.

وتحركت عوامل الشر متحالفة مع الاستعمار تواجه ثورة اليمن وتلقي بكل ثقلها للقضاء عليها وتنفيذ جريمة جديدة ضد الحق الشرعي للشعب اليمني في الثورة والحرية والتطور. ولكن طريق النضال امام الامة العربية كان قد تحصن بالتجربة المستفادة من جريمة الانفصال.

وأيماناً من الجمهورية العربية المتحدة بمسؤولياتها كقاعدة للنضال العربي في تدعيم الحرية العربية وحماية الحق الشرعي للامة العربية من كل عدوان على مقدساتها، فقد بادرت بالوقوف الى جانب ثورة الشعب اليمني منذ اللحظة الاولى التي كشفت فيها قوى الشر العدوانية عن نواياها.

وقدمت الجمهورية العربية المتحدة كل اسباب العون والمساعدة والقوة للثورة العربية في اليمن وخاضت معها معركة الحياة والحق والحرية ضد العدوان الاستعماري الرجعي المسلح حتى تأكد النصر للشعب العربي اليمني.

وكتبت دماء الابطال من الشعبين المصري واليمني سطور الوحدة الحقيقية التي ستبقى بقاء الخلود في الوقت الذي كانت تكتب هذه الدماء سطور النصر للثورة العربية الكبرى وللانسان العربي. فقد فرضت المعارك المشتركة فوق ارض اليمن الوحدة القوية بين الشعبين حين امتزج دم الابطال في ميادين القتال البطولي ضد اعداء الامة العربية وتقررت هذه الوحدة العميقة في ساحات الجهاد قبل ان تجري بشأنها محادثات لاقامة اجهزة لتنسيق خطوات الوحدة وتنفيذها دستوريا.

وإرتبط الشعبان بمفهوم ثوري واحد من أجل اقامة مجتمع الكفاية والعدل الذي يستهدفه النضال الاجتماعي العربي ويسعى اليه بعون الله وعلى هدي من تعاليم الاسلام الحنيف ليكون للوحدة العربية مضمون اجتماعي الى جانب مضمونها السياسي يعبر عن اصرار الشعب العربي على اقامة غد جديد حر للانسان العربي الحر.

<2>