معاهدة الاتحاد العربي - الأفريقي، بين المملكة المغربية، والجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية
"المشاريع الوحدوية العربية 1913- 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ط 2، 1990، ص 515 - 517"

معاهدة الاتحاد العربي - الأفريقي، بين
المملكة المغربية، والجماهيرية العربية
الليبية الشعبية الاشتراكية

وجده (المغرب) - 13 / 8 / 1984
(الأنباء - الرباط، 22 / 8 / 1984)
(حاليات. العدد 35، صيف 1984، ص 188 - 190).
(يوميات ووثائق الوحدة العربية، 1984. رقم 82، ص 521 - 523).

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه. إن المملكة المغربية، والجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية ادراكاً منهما للأخطار التي تتعرض لها الأمة العربية والعالم الإسلامي عامة وفلسطين السليبة والقدس الشريف بوجه خاص نتيجة سياسة العنف والعدوان التي ما فتئ الصهاينة ينتهجونها عابثين بحرمات الإسلام ومقدساته ومنتهكين لحقوق المسلمين والعرب بعد أن أخذتهم العزة بالإثم وأعمتهم الكبرياء. وتمكن منهم الغرور، فصاروا لا يأبهون للمبادئ والمثل العليا التي يقوم عليها المجتمع الدولي ولا يعيرون اهتماماً للمقررات الصادرة عن المنظمات والمحافل الدولية على اختلاف مستوياتها، وشعوراً منهما بأن درء هذه الأخطار الداهمة التي تستهدف الأمة العربية والعالم الإسلامي وفي مقدمتها فلسطين والقدس الشريف يتطلب توحيد الرؤية وشحذ العزائم وحشد الجهود لرد العدوان واحقاق الحق وصيانة مصالح العرب والمسلمين والدفاع عن حقهم في الوجود والكرامة، وإيمانياً منهما بأن انتهاج هذا السبيل سيكون عاملا حاسماً يتيح للأمة العربية والعالم الإسلامي أن يستعيدا مجدهما التالد وينالا المكانة اللائقة بماضيهما المجيد ويصرفا جهودهما للنهوض بشعوبهما وإعدادها لولوج القرن الواحد والعشرين مسلحة بكل ما من شأنه أن يحلها مقاماً رفيعاً بين الشعوب المتقدمة في مجالات العلم والتقنية ومختلف ميادين الرقي البشري والحضاري ووعيا لما أبانت عنه تجارب سابقة من صعاب تعترض سبيل الوحدة العربية وما تقتضيه الحكمة من الاعتبار بالنكسات التي نشأت عن الاستهانة بتلك الصعاب في الماضي وما يتطلب حسن التدبير من عمل متواصل وسعي دؤوب لبلوغ الهدف المتوخى على سبيل التدرج من غير عجلة في التطور ولا ارتجال حين الإقدام على الإنجاز.

وشعوراً منهما على وجه الخصوص بما يجمع شعوب المغرب

<1>