إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



مشروع الدكتور ناظم القدسي، رئيس الوزراء السوري، لاتحاد الدول العربية
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 257 - 260 "

مشروع الدكتور ناظم القدسي، رئيس
الوزراء السوري، لاتحاد الدول
العربية،
كما نشرته جريدة الأهرام

(الحياة - العدد 1447، تاريخ 27 / 1 / 1951، ص3).

[هذا نص مشروع الدكتور ناظم القدسي رئيس الوزارة  السورية، كما نشرته "الأهرام" وهو مشروع فهم انه طلب إلى  الدكتور القدسي ألا يقدمه إلى اللجنة السياسية مطلقا ولكن  الاقتراح قدم الى اللجنة وشرع أعضاؤها ببحثه ريثما يدرس  رسميا في اللجنة].

- ان خطورة الحالة الدولية واضحة لا تحتاج إلى بيان،  وتتوالى الأحداث دائما بشكل تمثل فيه الأخطار الداهمة  للعيان، كل هذا والعرب على ما هم فيه من ضعف وتفرق  وتردد وتخلف وحيرة مما يدع أقطارهم وشعوبهم عرضة  لمصائر يصعب على المرء تحديدها، ومما لا يجعل لهم  متفرقين، شأناً في الميزان الدولي سواء استمرت الحرب  الباردة أو يوم تقع الواقعة، وخاصة بعد ما ثبت انه لم يعد  للدول الصغيرة من ذكر ولا بد لها من تكتل يربط بينها  بصلات قانونية.

- وإلى جانب هذه الأخطار التي تقلق العالم نجد ان الدول  العربية بليت بخطر آخر ألا وهو العدو اليهودي المقيم في  صرة بلادنا والمتربص بنا شراً والذي يزداد خطره كلما رست  باخرة من المهاجرين اليهود على شواطئ فلسطين.

- وتدل الاعتبارات العسكرية السليمة انه يتعذر في الوقت  الحاضر لأكثر الدول العربية منفردة، مجابهة هذا الخطر  الصهيوني الذي كان وما يزال همه الأكبر التفريق بين الدول  العربية ومقابلتها واحدة بعد اخرى ليكتب له البقاء ثم  التوسع.

وان من أكبر النكبات التي نخشاها من جراء إسرائيل هو  الشطر بين عرب مصر وما جاورها في الغرب من جهة وهم  حوالي 60 مليونا وبين عرب المشرق وهم حوالي 20 مليونا. ولنذكر ان اليهود يطلون على البحر الأبيض المتوسط وعلى  البحر الأحمر ولهم من امكانياتهم في تجهيز الأساطيل التجارية والحربية ما يعرض كل السواحل العربية المجاورة لأخطار في اقتصادياتها أو في سلامتها.

- ان هذه الأخطار من عالمية دولية أو صهيونية تتساوى تجاهها الدول العربية جميعا عاجلا أو أجلا مهما اختلفت هذه الدول في مواقعها الجغرافية منها أو في عواملها المحلية، وهذه حقيقة يحسن التذكير بها، إذ ليس الأمر ان تقوم بعض


<1>