إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) دعوة العراق للاتحاد العربي - مشروع الدكتور فاضل الجمالي، رئيس الوزراء العراقي، المقدم إلى مجلس جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى المؤتمرين الصحفيين لشرح المشروع
"المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990 ص 264 - 269"

المغضوب عليهم هناك. ان العراق لم يعمل شيئا غريبا في بابه ولا شيئا جديدا، فالعراق كان وسيبقى بيتا لأبناء العروبة من أي قطر كان وقبول المغضوب عليهم أو اللاجئين من أي قطر كان لدى الحكومات العربية ليس بالأمر الجديد ونحن نفتخر دائما بأن العراق كان قاعدة للعمل القومي السوري حين كانت سوريا ترزح تحت الاستعمار الفرنسي وان مواقف الحكومة العراقية منذ عهد جلالة الملك فيصل الأول إلى ان تم جلاء الجيش الأجنبي عن سوريا، ان مواقف العراق دوما كانت مواقف مشرفة وأصبحت اليوم من الأسطر اللامعة في سجل القضية العربية.

نحن لم نتدخل في شؤون سوريا الداخلية، كما اننا لم نرغب في ان تتدخل أية دولة عربية أخرى في شؤون سوريا الداخلية، ولكننا في وقت نريد لسوريا العزيزة الخير ولأبنائها الحياة الحرة السعيدة، وهذا ما نريده لأنفسنا بالضبط، اذن فكل ما يصدر من الجهة السورية مما فيه من تحرش أو تجريح للحكومة العراقية وللشعب العراقي انما هو تجن وافتئات على العراق.

قيل ان لدعوة العراق للاتحاد دخلا أو علاقة بالحركات في سوريا. انا انفي أية علاقة بين هذه الدعوة وبين الحوادث في سوريا لان أبناء سوريا الأحرار لا تعوزهم دعوة العراق للاتحاد حتى يعبروا عن رغباتهم وآرائهم في نوع الحكم الذي يسود سوريا. نحن لن ننسى بأن الفكرة القومية وفكرة الاتحاد والوحدة ناضجة كل النضوج عند أبناء سوريا المفكرين وأؤكد لكم ان السوريين لو تركوا احرارا لما تأخر مشروع الاتحاد إلى اليوم ولكن الأصابع الأجنبية والخارجية تفعل فعلها في ايجاد المشاكل.

والموضوع الثالث الذي وددت التحدث عنه هو موضوع الاتفاق بين تركيا والباكستان. انا لا أدري لماذا يهاجم العراق في اذاعة مصر وصحافة مصر حين تتفق تركيا والباكستان.

ان رأيي في هذا الحلف بين تركيا والباكستان عبرت عنه جريدة السجل الغراء بالأمس أحسن تعبير. انا لا أدري ما الذي يضر البلاد العربية والبلاد الإسلامية حين يتفق بلدان فيما بينهما حين يعملان لتقوية انفسهما فهما دولتان مستقلتان وفيهما من رجال الفكر والسياسة ممن لديهم الصلاحية الكافية ليقرروا لبلادهم ما يرون فيه القوة والسلامة لأنفسهم وفي سبيل محافظة السلم العام. والعراق لم يدع للانضمام إلى هذا الاتفاق ونحن لم نطلع على بنود الاتفاق بعد فلا أدري ما هو المسوغ للدعاية في بلد عربي شقيق ان يبادر بالتهجم على العراق.

اخواني - سبق لي في مجلس النواب ان قلت ان العراق لم يدع بعد وإذا دعي فسينظر في الأمر على ضوء مصلحته

<11>