إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تقرير إلى الأمين العام من بعثة الأمم المتحدة لتقييم مدى وطبيعة
الأضرار التي لحقت بالهياكل الأساسية للكويت أثناء الاحتلال العراقي (مقتطف)
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 227-245"

        16 -   وتود البعثة أن تسجل تقديرها لإسهام عدد من الوكالات والمجموعات الوطنية والدولية، التي قدمت الدعم السوقي فضلا عن تسهيل الوصول إلى البيانات والسجلات والخرائط. وتود أن تذكر بصفة خاصة سفارات فرنسا والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن سلاح المهندسين وقيادة الشؤون المدنية رقم 352 التابعين لجيش الولايات المتحدة، وفريق تنسيق التخلص من العتاد المتفجر التابع لقوات الحلف، ووكالة حماية البيئة التابعة للولايات المتحدة ومؤسسة البترول الكويتية. وسهل التفاعل بين البعثة وهذه المنظمات وغيرها تبادل التقديرات والأفكار والخبرات، فضلا عن التثبت والتحقق من المعلومات التي تم الحصول عليها.

جيم - منهجية العمل

        17 -   طُلب من البعثة بموجب اختصاصاتها "تقدير مدى وطبيعة الأضرار التي لحقت بالهياكل الأساسية للكويت في فترة الاحتلال". ولما كان لتعبير"الهياكل الأساسية" معنى عام، فإن تقدير البعثة القطاعي ركز على ثلاثة عناصر مترابطة هي:
         (أ)   الهياكل الدائمة، من قبيل الطرق والموانئ والمستشفيات والمؤسسات التربوية والمصانع ومنشآت المياه والمباني الحكومية والسكنية؛
         (ب)   الآلات والمعدات وغيرها من مرافق الدعم، بما في ذلك العربات، التي كانت تمكن الهياكل الأساسية من تأدية ما صُممت له من وظائف؛
         (ج)   المواد والبرامج الجاهزة (مثل الكتب والمحفوظات والتحف التاريخية وبيانات البحوث) التي لا غنى عنها للتشغيل الفعال للخدمات أو الأنشطة التي هي جزء منها.

        18 -   ويقصد التقرير إلى تقييم عام لأثر الأحداث التي وقعت أثناء الاحتلال العراقي على رفاه سكان الكويت ويحاول تقدير هذا الأثر، ولا سيما في القطاعات الاجتماعية، فضلا عن البيئة الجوية والبحرية ونظم البيئة الأرضية.

        19 -   وعلى ضوء ما خلصت إليه من نتائج أولية، رأت البعثة أن من الضروري التعليق على فداحة الخسارة في الإنتاج بعد 2 آب/ أغسطس 1990، نتيجة الأضرار التي لحقت بالاقتصاد أثناء الاحتلال، وعلى طبيعة ومستوى الخسارة في السلع والمعدات والمواد الناجمة عن التدمير المتعمد للممتلكات ونهبها المنظم ونقلها.

        20 -   وأتيح للبعثة مشاهدة عدة مواقع، أُخذت منها الممتلكات المنقولة. وأفادت الشهادات التي استمعت إليها البعثة بأن هذا النقل قامت به سلطات الاحتلال العراقية، أو تم بناء على أمر محدد منها. وبعض الحالات التي أبلغت عنها البعثة يبدو للوهلة الأولى أنها حالات نهب وسلب أو إغارة، ووصفت بذلك في هذا النص. وهناك حالات أخرى لم تؤخذ فيها الممتلكات ماديا، بل اقتصر الأمر على تدميرها في موقعها. وفي حالات غير هذه أيضا، هناك أدلة تثبت بوضوح أعمال تخريب ونهب. والتقارير التي نُقلت إلى البعثة أثناء دراستها أرجعت مسؤولية ذلك إلى قوات الاحتلال، في جميع هذه الحالات. وقد أوضح أيضا لأعضاء البعثة أن عددا من المناطق أعلن مناطق محظورة على سكان الكويت، مما سهل نقل البضائع بدون معرفتهم.

        21 -   وفي حين أن مصادرة بعض الممتلكات المنقولة - ولا سيما من المستودعات والمصانع والمنشآت - بدت عملية متعمدة ومخططة، قيل إن نهب السلع، على مستوى الحوانيت أو المنازل، تم على أيدي أفراد من الجنود العراقيين. وأصدرت السلطات العراقية، في عدد من الحالات. إيصالات لبعض المؤسسات والمصانع التي أُخذت منها هذه السلع، بل أصدرت أيضا مستندات بالسلع التي أُخذت يمكن استرداد قيمتها فيما بعد بالنقد العراقي.

        22 -   وعند قراءة هذا التقرير، ينبغي أن يكون معلوما أن الإشارات إلى نقل السلع، أيا كانت الطريقة، إنما يقصد بها أن القوات العراقية هي التي نقلتها، إما لاستعمالها في الكويت أو لشحنها إلى العراق.

        23 -   ونظرا لما يتسم به الإطار الزمني لعمل البعثة في الكويت من طابع العجلة، ولكونه بالتالي محدودا، وللظروف البالغة الصعوبة التي تعين فيها إجراء التقدير، قررت البعثة التركيز على القطاعات الرئيسية التي تؤثر تأثيرا كبيرا في نشاط الكويت الاقتصادي - صناعة النفط، مثلا - أو على القطاعات التي تؤثر تأثيرا ملموسا في رفاه السكان، مثل الصحة والبيئة. ونظرت البعثة أيضا في الصناعات البتروكيميائية وغيرها من الصناعات التحويلية، وفي الكهرباء والمياه، والزراعة والثروة الحيوانية ومصائد الأسماك، والمجاري وتصريف النفايات، والنقل والاتصالات، والتعليم والثقافة، والإسكان والهياكل الأساسية الحضرية، والمصارف والتجارة، فضلا عن الإعلام والخدمات الأخرى.

        24 -   وحددت البعثة بعض المبادئ التوجيهية لانتهاج أسلوب تناول موحد في جميع المجالات. ويقوم نهج التناول هذا على الخطوات التالية:
         (أ)   تقييم لأحوال كل قطاع قبل 2 آب/ أغسطس 1990، مع تحديد العناصر المحورية أو الأساسية في كل قطاع؛
         (ب)   إجراء مناقشات أولية بين الرؤساء القطاعيين من أعضاء البعثة ونظرائهم الكويتيين بصدد الأحوال الجارية في كل قطاع، ولا سيما الضرر الذي يحتمل أن يكون قد أصاب العناصر الأساسية في فترة الاحتلال؛
         (ج)   قيام الرؤساء القطاعيين بالتفقد الموقعي للعناصر الأساسية ولمناطق أخرى لحق بها ضرر بالغ، فضلا عن تقدير الخسارة والأضرار في الهياكل الأساسية والآلات والمعدات ومرافق الدعم، والمواد الخ، ...؛
         (د)   التثبت من المعلومات بمقارنتها ببيانات المسؤولين الرسميين، والوكالات الوطنية والدولية والخبراء الفنيين،

<3>