إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

   



بيان المنظمات الفدائية الفلسطينية عن الوضع الراهن في لبنان
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 188"

 

بيان المنظمات الفدائية الفلسطينية عن الوضع الراهن
في لبنان.

بيروت، 29/4/1969

 

(الحرية، العدد، 462،
بيروت، 5/5/1969 ، ص 6)

 

        يا جماهير شعبنا المناضل،
        إن القوى الفلسطينية المناضلة، وفي مقدمتها المنظمات الفدائية بمختلف فصائلها، قد عقدت في الأيام القليلة الماضية سلسلة من اللقاءات والاجتماعات لرصد الوضع الراهن في لبنان، وما ترتب عن الانتفاضة الشعبية الباسلة التي انتصرت للعمل الفدائي الفلسطيني وحقه المشروع في التحرك من أي موقع عربي يحيط في وطننا المحتل وفقا لمخططات الثورة الفلسطينية واستراتيجيتها النضالية ضد العدو الصهيوني المجرم.

        والآن، وبعد مضي أسبوع على هذه الانتفاضة وما ترتب عليها من نتائج وتضحيات تحملتها جماهير شعبنا العربي من فلسطينيين ولبنانيين بكل شرف وشجاعة وصبر، فان المنظمات الفلسطينية المقاتلة تعلن ما يلي:
        أولا: إن الهدف الأساسي لمنظمات الفداء الفلسطينية، ومعها كل جماهير الشعب العربي في لبنان وخارج لبنان، واضح ومعروف وثابت، ويتلخص في إصرارها على الاستمرار في ثورة التحرير الفلسطينية، وتطهير الأرض المقدسة من الاحتلال الصهيوني المجرم. وهي في سبيل تحقيق هذا الهدف، لابد لها من أن تنطلق بقواتها الفدائية من كل موقع عربي يحيط بالوطن المحتل، وعلى الأقطار العربية المجاورة لفلسطين أن تدرك ذلك، وان تعمل على نصرة هذه الثورة ودعم ثوارنا، فتكف عن وضع العراقيل والعقبات والتوقف عن تمثيل دور الشرطي المدافع عن مواقع العدو وخطوط قتاله.

        ثانيا: إن المنظمات الفلسطينية تؤكد حرصها على عدم التدخل في أية شؤون داخلية لأي قطر عربي. ولكنها في الوقت ذاته، تؤكد انها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تدخل يستهدف تصفية القضية والثورة، سواء عن طريق الدبلوماسية المشوهة أو عن طريق القمع والإرهاب، كما يحدث اليوم في عدد من مخيمات العائدين في لبنان.

        ولذلك، فان المنظمات الفلسطينية، وقد وصل الوضع في لبنان إلى أزمته الراهنة، وبانتظار بلورة الموقف الرسمي المسؤول في لبنان تجاه قضية العمل الفدائي بلورة إيجابية، وبانتظار توقف السلطات عن سياسة الزجر والاعتقالات و التهديدات، تمهيدا لأي حوار ممكن معها، تجد نفسها ملزمة في موقف الصمود الذي تقفه جماهير الشعب حتى يتحقق هذين المطلبين.

        ثالثا: إن المنظمات الفلسطينية ترفض كل المحاولات الجارية لتمييع القضية الأساسية أو الانحراف عنها وتحمل السلطات المسؤولة استمرار هذا الجو المتوتر حتى يقر قرارها النهائي حول القضية الأساسية لتحرير العمل الفدائي من قيوده وانتهاج سياسة أخوية تجاه تجمعات الفلسطينيين المقيمين في لبنان.

        وتغتنم المنظمات الفلسطينية هذه المناسبة لتحيي، بكل إجلال، شهداء شعبنا الأبرار، وتحيى كذلك جماهير الشعب اللبناني الشقيق وقواه الوطنية المناضلة التي أكدت، بنضالها المشرف، وحدة المصير الذي يربط بين شعبينا الشقيقين.

        رابعا: إن المنظمات الفلسطينية، قطعا لكل محاولات الدس والتشويش، تؤكد حرصها الكامل على سيادة لبنان واستقلاله، بل إنها تؤكد استعداد ثوارها غير المتحفظ للتضحية بالدم والروح دفاعا عن هذا البلد العربي ضد أي غزو أجنبي أو صهيوني. ولا حاجة للتأكيد، إلا لمن لا يريد فهم الحقائق الأساسية، بأن الثورة الفلسطينية، في محاولاتها الهجومية على العدو الصهيوني، إنما تقوم في نفس الوقت بمهمة الدفاع عن الأقطار العربية المهددة.

.   .   .   .   .   .   .  


<1>