بيان الاحزاب والقوى الوطنية والتقدمية في لبنان حول الاشتباكات ما بين الجيش اللبنانى وقوات الثورة الفلسطينية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 141"

بيان الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية في لبنان حول الاشتباكات ما بين الجيش اللبناني وقوات الثورة الفلسطينية.
بيروت، 2/5/1973 (المحرر، بيروت، 3/5/1973)

         مرة أخرى تراق الدماء اللبنانية والفلسطينية، ويسقط الشهداء والضحايا بالعشرات في شوارع بيروت. مرة أخرى يحدث ذلك نتيجة تجاوز كافة الاتفاقيات والمواثيق التي وضعت اساسا لتنظيم العلاقة بين السلطة والمقاومة، وتحددت بموجبها وسائل حل الخلافات الطارئة بين الجانبين.

         فبدلا من ان تعود السلطة إلى تطبيق الاتفاقيات والمواثيق المذكورة، لجأت صباح هذا اليوم الاربعاء 2 أيار [مايو] إلى استخدام قواتها بشكل كثيف ضد المقاومة الفلسطينية، إذ توجهت دباباتها ومصفحاتها نحو مراكز تواجد الفلسطينيين في منطقة صبرا ومخيم شاتيلا وتل الزعتر وبرج البراجنة وجسر الباشا وسواها، وضربت حولها حصاراً شديداً، ثم حاولت اقتحام بعض اماكن التجمع الشعبي الفلسطيني ومواقع المقاومة، وقد استخدمت قوات السلطة في تنفيذ عمليتها مختلف الاسلحة، ولم تتورع عن قصف المنازل الآهلة بالسكان بالمدفعية والقنابل الفوسفورية المحرقة، مما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات. وقد فشلت كل محاولات قيادة المقاومة ومعها الاحزاب والشخصيات الوطنية لتفادى المجزرة، ووقف إطلاق النار، نتيجة إصرار بعض اوساط السلطة على تصعيد الصدام وتوسيعه، مما يوحي بوجود نوايا تستهدف ضرب المقاومة الفلسطينية وتصفية مواقعها، والتنكيل بالشعب الفلسطيني وافتعال اقتتال داخلي يدفع كل اللبنانيين ثمنه من حياتهم ومستقبلهم.

         ان الاحزاب الوطنية والتقدمية إذ تدرك ما تنطوي عليه المحاولات من ابعاد خطيرة، سوف تدفع بالبلاد إلى هاوية حرب اهلية شاملة، تدعو الجماهير الشعبية وجميع الحريصين على كرامة البلاد وصمودها الوطني، إلى التحرك الحازم من اجل إحباط كل مخطط تصفوي وردع الجهات المتعنتة التي تقف وراءه.

         ان الاحزاب والقوى الوطنية والتقدمية تدعو الجماهير الشعبية في بيروت ومختلف المدن والمناطق اللبنانية إلي تنفيذ اضراب شامل نهار الخميس 3 ايار [مايو]، استنكاراً للمجزرة وانذاراً السلطة المسؤولة عنها من النتائج الخطيرة التي سوف تترتب على الامعان في سياسة استخدام القوة ضد المقاومة وجماهير الفلسطنيين.

         ان الجماهير الشعبية اللبناية سوف تقف صفاً واحداً متماسكا دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني وحرياته الوطنية وعن كرامة لبنان وحياة ابنائه ومقومات وجوده.

<1>