إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بيان السيد كميل شمعون، الرئيس الأسبق للبنان، حول مقترحات بورقيبة
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 340 - 343"

بيان السيد كميل شمعون، الرئيس الأسبق للجمهورية اللبنانية،
حول مقترحات الرئيس الحبيب بورقيبة
بيروت 8 - 6 - 1965 (النهار- اللبنانية - 9-6-1965)

       عندما تقرر عقد اجتماع رؤساء الحكومات العربية في القاهرة في 26 آيار الفائت، كان من المؤمل ان ينجح المؤتمر في التغلب على الأزمة التي ولدتها تصريحات الرئيس الحبيب بورقيبة في بيروت والاردن. غير ان الخطاب الذي القاه سيادة الرئيس التونسي، قبيل مؤتمر القاهرة، في اجتماع المجلس الوطني لحزب الدستور جاء يذكي النار ويجدد الأزمة، كأن الرئيس التونسي قد فاته، بكل اسف، تقدير اسباب ردة الفعل الشديدة التي احدثتها تصريحاته هذه لعدة اسباب، اهمها كون حديث الصلح مع اسرائيل والتعايش  السلمي بين العرب والاسرائيليين في ظل مقررات الأمم المتحدة قد صدر عن الرئيس بورقيبة الذي كان يتمتع في العالم العربي بشهرة اكتسبها من بعد النظر والشجاعة والعزم والصلابه منذ ان قاد بلاده بخطوات ثابتة نحو السيادة التامة ومنذ ادخل تعديلات واصلاحات جذرية في جهازها السياسي والاجتماعي.
       لذلك، فلم يكن ينتظر من رجل بنزرت، صاحب الارادة الفولاذية، ان يهوي الى مستوى الضعف الذى اتصفت به فكرة المصالحة مع اسرائيل والتي عرضها على العرب في خضم نضالهم المرير مع الصهيونيين.
       والسبب الثاني هو ان الرئيس التونسي عالج بذهنية الرجل المتفرج، قضية نفذت الى  صميم كل عربي وسمت بها الشعوب العربية قاطبة، فوق جميع القضايا واجمعت الرأي عليها دون تردد أو تخاذل، على الرغم من الخلافات التي تتجاذب بعض الدول العربية حول قضايا اخرى.
       اننا مع اعجابنا بما انجزه الرئيس بورقيبة في حياته السياسية لا يسعنا الا القول انه ارتكب خطأ جسيماً في الحلول التي اقترحها للقضية الفلسطينية.
       اولا - لانه عمد متطوعاً ومنفرداً، الى تقديم عرض علني يكون بالنتيجة عقد صلح بين العرب واسرائيل قبل ان يستطلع آراء زملائه ملوك ورؤساء الدول العربية، وحتى اولئك الذين قام في بزيارتهم. وكان عليه لا ان يستشيرهم وحسب في موضوع حيوي كقضية  فلسطين، بل ان يدعو الملوك والرؤساء العرب الى مؤتمر خاص تناقش فيه مقترحاته. فاما ان تقبل او ان ترد وفق ما تستحقه من اهتمام وتقدير.
       ثانياً - لانه اهمل تعاليم التاريخ وعبره. فجاء يطلب من العرب ان يضحوا مختارين، بحقوق كرستها الاحقاب والعصور بحجة ان قضية فلسطين تبرز في الاونة الحاضرة كأنها

<1>