إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



مذكرة المؤتمر الدائم للرؤساء العامين للرهبانيات اللبنانية والرابطة المارونية إلى مجلس النواب حول " الصيغة اللبنانية "
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 537 - 541 "

مذكرة المؤتمر الدائم للرؤساء العامين للرهبانيات اللبنانية والرابطة
المارونية الى مجلس النواب حول " الصيغة اللبنانية ".

الكسليك، 6/ 11/ 1975

 

( النهار، بيروت،7/ 11/ 1975 )

          منذ اسابيع عدة، واللجان التي ألفها المؤتمر الدائم للرهبانيات اللبنانية والرابطة المارونية، والتي تضم نخبة من رجال الفكر والعلم، عاكفة على دراسة الاوضاع العامة الراهنة، توصلا إلى تبيان حقيقة جذورها العميقة واسبابها ومدلولها، وذلك من اجل رسم الصورة الصحيحة للبنان الجديد في ضوء عبر الماضي وتطلعات المستقبل، والرغبة المخلصة في ان يخرج لبنان من محنته اكثر اصالة واشرق وجها، متبعا، من دون خوف او تردد، رسالته الحضارية الفريدة في هذه البقعة من العالم.

          ولما كانت الجدية التي تتسم بها اعمال هذه اللجان تفرض الكثير من التأمل والدرس العلمي الموضوعي الرصين، فهذه اللجان ما تزال دائبة في سعيها الى جلاء كل الحقائق واكمال الصورة بكل ملامحها.

          غير ان في وسعنا، منذ الآن، ان نقدم من بواكير اعمالها الدراسة الآتية عن الصيغة اللبنانية القائمة المنبثقة من ميثاق 1943 وحتمياتها التي لا بد من التسليم بها اذا شئنا لهذه الصيغة الفريدة والرائدة أن تحيا وان تستمر.

          والمؤتمر الدائم للرهبانيات والرابطة المارونية اذ يتبنى هذه الوثيقة المعبرة، في نظره، عن وجهة النظر المسيحية في الموضوع احسن تعبير، يتابع باهتمام كلي اعمال اللجان، آملين ان يتمكن من اطلاع الرأي العام اللبناني والعالمي تباعا على نتائج هذه الاعمال.

          أولا - اذا كانت الصيغة اللبنانية الحالية القائمة تجد قاعدتها ومنطلقها في الميثاق الوطني للعام 1943، فلا بد من التذكير ببعض الحقائق التاريخية المتصلة بهذا الميثاق.

          نشأ الميثاق الوطني في مرحلة كانت فيها قوى التفكك الداخلي تهدد لبنان الكبير ( اي لبنان 1920 ) بالتصدع.

          وكان هم المسيحيين آنئذ، الحريصين على العرى الحضارية التي شدت لبنان الى العالم العربي منذ القدم، رفع الانتداب الفرنسي من دون ان يؤدي ذلك الى فصم هذه العرى، وبالتالي الى اندماجهم بالعالم العربي او بالاصح الاسلامي، وربما إلى افقادهم هويتهم.

          وفي المقابل، كان هم المسلمين، وقد رفضوا لبنان 1920 ودستوره، مطالبين بالالتحاق بالوحدة السورية، ان يحافظوا على هويتهم العربية اي الاسلامية، وأن يتجنبوا بأي ثمن هيمنة دولة أجنبية ( ولا سيما عربية )، فعليا وشرعيا، على البلاد.

<1>