إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بيان مصدر مصري مسؤول حول أحداث لبنان
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 575 - 576 "

بيان مصدر مصري مسؤول حول احداث لبنان.

القاهرة، 1/ 12/ 1975

 

(المحرر، بيروت، 2/ 12/ 1975)

          ان مصر حرصت منذ ظهور بوادر الازمة اللبنانية، على ان تأخذ موقفا ايجابيا، يقوم على اعتبارات متوازية ليس بينها اي تناقض او تعارض، وهي:

          اولا - تغليب الصالح القومي للبنان، وأهمية عدم المساس باستقلال لبنان ووحدة اراضيه، على شهوة الدعاية او استصدار الشعارات لتكون الواجهة المضللة للانغماس في شؤون لبنان الداخلية واستغلال تدهور الموقف إما لغرض حزبي او لتبرير عمليات القتل والتدمير والتخريب على حساب لبنان واستقلاله ومستقبله. لهذا كله، داومت مصر، وحرص السيد الرئيس على متابعة الاحداث المؤسفة والمحزنة في لبنان، عن طريق تبادل الرسائل، وعن طريق اللقاءات المباشرة، من ذلك مثلا ان الرئيس وجه 19 رسالة منذ بدأت الازمة الى الرئيس سليمان فرنجية، والسادة رشيد كرامي، وياسر عرفات، وكمال جنبلاط، ولم تخل فترة حرجة في الازمة اللبنانية من مبادرة مصرية مع مختلف الاطراف.

          وكان من السهل على مصر ان تفعل ما فعله الآخرون من التدخل، بالمال او العتاد، لصالح فريق أو آخر خلسة، ودون مواجهة علنية، الا ان ذلك ليس اسلوب مصر، ولا هو خطها. فمصر ترفض ان تسهم - تحت شعار المبادرات والتحرك - في اراقة دماء، او عمليات اختطاف، او تدمير للمؤسسات اللبنانية، لتقف في النهاية متفرجة فخورة بتدخلها، بعد ان تكون قد اشبعت شهوة حزبية او غرضا سياسيا محدودا على حساب استقلال لبنان ووحدته وعروبته. ومن هذا المنطلق، كان طبيعيا ان تكون مصر في طليعة الدول العربية التي ايدت الدعوة التي قدمتها الكويت لعقد مجلس وزراء الخارجية العرب في تشرين الاول [اكتوبر] الماضي، حيث قدمت مصر تصورا متكاملا لاسس القضاء على الازمة اللبنانية من جذورها.

          ثانيا - الفصل بين النزاع القائم في الساحة اللبنانية وبين المقاومة الفلسطينية، ورفض اي محاولة للزج بالوجود الفلسطيني في لبنان في حلبة الصراع، باعتبار ان هذا الوجود المؤقت يرتفع عن مستوى الخلافات الطائفية او الحزبية او الانقسامات القائمة في الساحة اللبنانية، ولا يسوغ لاي طرف من خارج لبنان ان يتاجر بهذا الوجود ويستغله لتحقيق اطماعه الذاتية.

          ان المشكلة في لبنان ذات شقين: الوضع اللبناني الداخلي؛ والوضع اللبناني الفلسطيني. هذا، بالاضافة الى التداخلات الخارجية، عربية واجنبية، ولاسباب تتعدى هذين الشقين

<1>