إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نداء زعماء الجبهة اللبنانية إلى الملوك والرؤساء العرب بشأن تنفيذ اتفاقية القاهرة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية بيروت، مج 13، ط 1، ص 123 - 124 "

          أما اذا ظلت الحال على هذا المنوال، فليس من يدري ماذا سيكون شأن الاخوة لدى اللبنانيين، وماذا سيكون حكم العالم على العرب وعلى ملوكهم وامرائهم وروسائهم.

          ثم اذ ا ظلت الحال على هذا المنوال يعود تساؤل اللبنانيين والعالم في مكانه عن صحة النوايا، عن سلامة الهدف، وعن القصد الصالح.

          ولا بد، عندئذ، ان يعود الى الساحة تساؤلهم الاكبر، وهو: لماذا تعطى جميع الحريات للفلسطينيين على ارض لبنان وتمنع عنهم في كل ارض عربية؟

          ويعود التطلع الى من يريد للبنانيين خيرا، والى من يكون لهم عونا في صيانة حقهم وفي الحفاظ عليه.

          اذ ذاك فمن يكون دول القضية؟

          ومن يكون الخارج عن جادة الحق والعدل والسلام التي ننشد وتنشدون؟

          ذلك ان الذي كنتم قد رأيتموه، في الرياض وفي القاهرة، هو أول طريق الحق.

          اذ رأيتم، آنذاك، ان لا سلم في لبنان إلا بازالة مظاهر الاقتتال، وان لا ازالة لمظاهر الاقتتال إلا بازالة السلاح والمسلحين. وان لا ازالة جدية للسلاح وللمسلحين إلا بتنفيذ اتفاقية القاهرة، فقررتم تنفيذها.

          خلال حوادث 1973 ( التي حوادث السنتين 1975 - 1976 عود اليها ) قدم الى احدنا، فخامة الرئيس سليمان فرنجية، جميع سفراء الدول العربية في لبنان. يعدون لحمل دولهم على تنفيذ اتفاقية القاهرة ان وقف القتال. فاذا القتال قد وقف سنتين متواصلتين، وبقيت المراجعه بالتنفيذ سنتين كاملتين اخريين، وعقب السنتين الاخريين سنتان اخريان. وها نحن في الخامسة بعد الوعد، وفي التاسعة بعد الاتفاق، والتنفيذ لا يزال حلما لا يدرك ولا ينال.

          فماذا ترى من جراء هذا التنفيذ؟ ومم يخاف الخائفون؟

          ايها السادة اصحاب الجلالة والسمو والسيادة،

          كان يوم كانت فيه اتفاقية القاهرة، بنظر اللبنانيين، لعنة، ثم ساءت الاحوال عندهم حتى اصبحت، بنظر بعضهم، نعمة. ولقد اصبحت كذلك، لان الوجود الفلسطيني المكثف والمسلح هو من رئيسيات ما اشعل الحرب في لبنان، فرأيتم ازالة هذا الوجود بتنفيذ اتفاقية القاهرة.

          فاذا كان اعتقادكم لا يزال في مكانه، فافرضوا تنفيذ هذه الاتفاقية بالقوة. اذ ان حياة شعب شقيق خير من تعنت صديق، والوفاء بوعد، كمثل هذا الوعد، كرامة لا تحد.

<3>