نداء الرئيس سركيس إلى ملوك ورؤساء العالم 28/06/1982.
المصدر: غسان تويني، "1982 عام الاجتياح"، دار النهار، بيروت، ط 1، 1998، ص 425.

نداء الرئيس سركيس إلى ملوك ورؤساء العالم
للمساهمة في انقاذ مدينة بيروت
(28 / 6 / 1982)
(ملحق البرقية الواردة 424، تاريخ 28/6/1982)

         يرجى الاتّصال فوراً برئاسة الدولة وإبلاغها النداء التالي الذي وجّهه أمس فخامة الرئيس سركيس إلى جميع ملوك ورؤساء العالم بمناسبة الأوضاع العسكرية القائمة على الأرض اللبنانية نتيجة الاجتياح الإسرائيلي. وأمّا النداء فهو:

         "في أحلك الأوقات من سنوات المأساة الطويلة التي يعيشها لبنان منذ أكثر من سبع سنوات وفي الساعات الصعبة التي يحبس فيها اللبنانيون أنفاسهم مترقّبين المخاطر التي باتت تنذر مدينة بيروت بخراب شامل ومميت، أوجه اليكم هذا النداء الذي يعبّر عن صرخة نابعة من ضمير شعب معذب أصبح مهدّداً بأعزّ ما يرمز الى علّة وجوده.

         "ولا يخفى عليكم ما تمثّله مدينة بيروت سواء بالنسبة إلى اللبنانيين أم بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط والعالم الواسع من معان متأصّلة في التاريخ تعبر عن الديموقراطية والحرّية والانفتاح والتسامح، تلك الخصائص المميّزة لرسالة لبنان في محيطه ومساهمته في تطوّر الحضارة الإنسانية.

         "إنكم ولا شك على اطّلاع على الاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية منذ السادس من شهر حزيران الجاري ونحن في وقت نسعى باذلين كل جهد مستطاع لنجنّب مدينة بيروت، على الأخصّ، كارثة حقيقية من شأنها إن حلّت أن تعيد إلينا ذكرى النكبات الكبرى التي حصلت في التاريخ، قديمه وحديثه، واضمحلّت بنتيجتها حضارات كان لها أثرها الدافع على مسيرة تاريخ الإنسانية.

         "ورغبة في المحافظة على أرواح مئات الألوف من المدنيين الأبرياء وعلى ما تحتوي مدينة بيروت من معالم إنسانية وحضارية، جئت أوجّه إليكم نداء عاجلاً كي تساهموا معنا في إنقاذ بيروت من الكارثة الأكيدة المحدقة بها.

         "وإنني إذ أرجو من صميم القلب أن يلقى ندائي هذا لديكم الاستجابة الفورية، أعرب لكم عن أسمى مشاعر اعتباري".

<1>