إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (27)

بلاغ من السلطان عبدالعزيز آل سعود،
أرسل إلى معتمدي الدول وقناصلها في جدة،

بتاريخ 10جمادى الثانية 1344هـ الموافق 26 ديسمبر 1925م(*)

إنه يسرني أن أحيط سعادتكم بأن الحرب في الحجاز قد انتهت بانسحاب الشريف علي من جدة وتنازله. وقد استسلمت جميع الحاميات المحصورة التي كانت تناوئ جيشنا في الحجاز. وساد السكون والأمان في الديار المباركة الحجازية كلها.

لقد كنت، ولا أزال أجنح للسلم والأمان، ولكن الضرورات التي لا مناص منها ألجأتني للحرب والكفاح فيما مضى وقد توخيت فيها دفع الإضرار عن كل أحد وتقليل ضحايا الحرب مهما أمكن، متحملاً عظيم مشاقها وكثرة مصاعبها بما فيه طول المدة وذلك حرصاً على النفوس البريئة أن تهريق دماؤها، ورحمة بالضعفاء.

إنني قد دعوت جميع أولي الشأن، وأرباب الحل والعقد من الحكومات الإسلامية، والجمعيات والهيئات الإسلامية، لعقد مؤتمر في هذه الديار المباركة، لينظر في تقرير الشكل الموافق لمصلحة الحجاج الوافدين إلى هذه الديار وراحتهم.

وإني باذل الجهد في توزيع الأمن والعدل على جميع المقيمين في الحجاز بغير تفريق أو تمييز وإصلاح الإدارات بجميع فروعها ليتم للحجاز رخاؤه وهناؤه.

وإني أشكر حكومتكم الموقرة لموقفها الحيادي في هذه القضية، وأشكر جنابكم للهمة التي بذلتموها في سبيل الأمن والهدوء في جدة ساعات الانقلاب الأخير. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.


(*) جريدة "أم القرى"، العدد 53، الصادر في 16 جمادى الثانية 1344هـ/1 يناير 1926م، ص 2.