إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (28)

كتاب السلطان ابن سعود، إلى ملوك المسلمين(*)
والجمعيات والهيئات الإسلامية
وجهه يوم 10 ربيع الآخر سنة 1343

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل السعود

إلى...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد فإني أرجو لكم دوام الصحة والعافية وأني لسعيد أن أمد يدي ليدكم ولكل يد عاملة لخير الإسلام والمسلمين، وأني مملوء ثقة أنه بتعاوننا على الخير سيكون المستقبل السعيد لجميع الشعوب الإسلامية.

إني لست من المحبين للحرب وشرورها، وليس لدي شيء أحب من السلم والسكون، والصفاء والهناء، والتفرغ للإصلاح، ولكن جيراننا الأشراف أجبروني على امتشاق الحسام وخوض غمرات الحرب خمس عشرة سنة لا في سبيل شيء سوى الطمع على ما بأيدينا، فقد صدونا عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعله الله للناس سواء العاكف فيه والباد. ودنّسوا البيت الطاهر بكل أنواع الموبقات مما لا يحتمله مسلم. لقد رفعنا علم الجهاد لتطهير بلاد الله الحرام وسائر بلاد الله المقدسة من هذه العائلة التي لم تترك سبيلاً لحسن التفاهم وحسن النية بما اقترفت من الشرور. وإني والذي نفسي بيده، لم أرد التسلط على الحجاز، ولا تملكه، وأن الحجاز وديعة في يدي إلى الوقت الذي يختار الحجازيون لبلادهم والياً منهم ليكون خاضعاً للعالم الإسلامي تحت إشراف الأمم الإسلامية والشعوب التي أبدت غيرة تذكر في هذا السبيل كأهل الهند وأمثالهم.

إن الخطة التي عاهدنا عليها العالم الإسلامي، والتي لم نزل نحارب من أجلها مجملة فيما يلي:

  1. أن الحجاز للحجازيين من جهة الحكم وللعالم الإسلامي، من جهة الحقوق التي لهم في هذه البلاد.
  2. سنجري الاستفتاء التام باختيار حاكم الحجاز تحت إشراف مندوبي العالم الإسلامي ويحدد الوقت اللازم لذلك فيما بعد، وسنسلم الوديعة التي في أيدينا لهذا الحاكم على الأسس الآتية:
    1. يجب أن يكون السلطان الأول والمرجع للناس كافة الشريعة الإسلامية المطهرة.
    2. حكومة الحجاز يجب أن تكون مستقلة في داخليتها، ولكن لا يصح لها أن تعلن الحرب على أحد، ويجب أن يوضع لها النظام الذي يمكنها من ذلك.
    3. لا تعقد حكومة الحجاز اتفاقات سياسية مع أي دولة كانت.
    4. لا تعقد حكومة الحجاز اتفاقات اقتصادية مع أي دولة غير إسلامية.
    5. تحديد الحدود الحجازية ووضع النظم المالية والقضائية والإدارية للحجاز موكول للمندوبين المختارين من الأمم الإسلامية. وسيحدد عددهم باعتبار المركز الذي تشغله كل دولة في العالم (*) الإسلامي والعربي. وسيضم لهؤلاء مندوبون (*) من جمعية الخلافة، وجماعة أهل الحديث، وجمعية العلماء في الهند، ومندوبون (*)  من قبل الجمعيات والهيئات الإسلامية، التي تمثل المسلمين في الديار التي ليست فيها حكومة إسلامية.

هذا ما نويناه لهذه البلاد، وما سنسير عليه في المستقبل إن شاء الله تعالى. ولي الأمل العظيم، في أن تسرعوا في إرسال مندوبيكم وإخبارنا عن الوقت المناسب لعقد هذا المؤتمر. هذا ما لزم بيانه.

ملحوظة:

أرسل هذا الكتاب إلى: جلالة ملك مصر، جلالة ملك الأفغان، رئيس الجمهورية التركية، جلالة شاه إيران، جلالة ملك العراق، الأمير عبدالكريم (الخطابي) أمير الريف (في المغرب)، صاحب السيادة الإمام يحيي (حميد الدين إمام اليمن)، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في القدس، رئيس جمعية الخلافة في بومباي، جمعية الحديث في أمرتسر (بالهند)، جمعية العلماء في الهند، صاحب الدولة باي تونس، رئيس حكومة طرابلس الغرب، الشيخ بدرالدين الحسيني، الشيخ بهجت البيطار في دمشق، النظارة الدينية المركزية في بلدة أورفا من بلاد روسيا، القاضي مصطفى شرشلي في بلدة تيزي أوزو بالجزائر، رئيس شركة إسلام في بلدة جو كجاكارتا من بلاد جاوه، الشركة المحمدية في جاوه.


(*) جريدة "أم القرى"، العدد 45، الصادر في 19 ربيع الثاني 1344هـ/6 نوفمبر 1925م ص 1.
(*) في الأصل: للعالم.
(*) في الأصل مندوبين.