إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) كلمة السيد صدام حسين الرئيس العراقي في لقائه مع وزراء العمل العرب بمناسبة انعقاد مؤتمر العمل العربي
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 357 - 359 "

العربي أرضاً وشعباً وتراثاً وأمجاداً من حصة الأمة العربية لوحدها.. وثرواته تكون من حصة الأمة العربية.. ولكن من الصعب ان نجد هذا المنطق الموحد في التفكير.

         وفي الموقف السياسي عندما نرى بين من هو جائع إلى الحد الذي مهيأ لان ينتزع لقمة العيش بالخنجر وبين متخم لا يجد مكاناً لوضع الفائض من الأموال هذا تناقض صارخ داخل الأمة ومثل هذا التناقض لا يمكن إلا ان يستغل من العدو لكي يوزعنا إلى حصص ويستخدمنا ضد بعضنا.. ولكل واحد فينا يرى نفسه انه هو سعيد لانه صديق الدولة الفلانية ويتصور حاله انه لما يكون الجيش السوفيتي أو الأميركي أو الفرنسي أو الإنكليزي على ارض فهذه مفخرة كبيرة، مستعدون في العراق ان نضع رقابنا تحت أقدام العرب لكن لسنا مستعدين ان نسمح لواحد من أصابع أقدامنا ان يكون تحت أقدام الأجنبي.

         وعلى هذا الأساس كلما تتصورون من ان العراقيين ربما رأوا مرارة من هذا القطر العربي أو ذاك.. من هذا الحاكم العربي أو ذاك.. كلها ليس لها قيمة أمام الموقف الموحد تجاه مهام البناء المشتركة وتجاه العدو المشترك وأظنكم إذا تعملون جردا لمواقفنا برهنا على هذا في اكثر من مناسبة، سبق ان كانت لنا خلافات مع أشقاء عرب إلى حد السيف لكن عندما يأتي الأجنبي هذه تكون بالخلف ونتقدم لكي نقاتل معاً ولكي نضحي معاً ولكي نبني أيضاً معاً.

         إخواني هذه المبادئ الثمانية ليس للعراق معزولاً من هذا التفكير أية مصلحة فيها.. ولا أية نقطة فيها بل ربما لو عزلنا تفكيرنا الوطني عن التفكير القومي لوجدنا من يقول ان هذه المبادئ ضد مصلحة العراق والعراقيين.. ولكن ليس بإمكاننا ان نرى مصلحة العراق بدون مصلحة الأمة.

         ليس له قيمة عز العراق في الوقت الذي تذل الأمة العربية.. ليس له قيمة ان يقال ان العراق ليس فيه جيش اجنبي وقواعد أجنبية وتسهيلات أجنبية في الوقت الذي تتواجد جيوش وتسهيلات وقواعد أجنبية على ارض عربية في أماكن أخرى.. كذلك لقاؤكم هذا أي شيء يخرج منه هو

<5>