إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) كلمة السيد صدام حسين الرئيس العراقي في افتتاح المؤتمر القومي الشعبي
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 383 - 386"

         لقد دعا حزبنا ومنذ سنوات تأسيسه الأولى، إلى الحياد الإيجابي وعدم الانحياز بمضمونه التحرري المعادي للاستعمار والعدوان والاستغلال والتمييز، إيمانا منه بأن هذا النهج المستقل هو الذي ينسجم مع إرادة الأمة ويعبر عن مصالحها القومية الحقيقية، ويساهم في تخفيف حدة التوتر والاستقطاب الدولي، وابعاد شبح الحروب المدمرة وإرساء الأمن والاستقرار والسلام في العالم أجمع.

         وقد جسد عراق الثورة بمواقفه الدولية وعلاقاته المتميزة، سلوكا وطنيا وقوميا ينسجم مع طموحات شعبنا وأمتنا وأقام علائق صداقة وتعاون مع معظم دول العالم في إطار الاحترام المتبادل للسيادة، والتكافؤ في التعامل والمنفعة المشتركة، ولم يخلط بين المبادئ وبين السياسات الخاطئة لبعض الدول التي تتعارض مع حق تقرير المصير للشعوب وعدم التدخل في شؤونها بأي شكل من الأشكال..

         أيها الأشقاء:-

         في هذا المناخ العربي والدولي الملبد بالأطماع، والمشحون بالتهديدات الإمبريالية والصهيونية، وتصادم مخططات القوى الكبرى، بادرنا إلى طرح الإعلان القومي بمبادئه الثمانية، شعورا منا بثقل المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا.. وبهدف تنظيم العلاقات العربية وترسيخ التضامن وتحقيق التكافل والتكامل الاقتصادي العربي وتحريم استخدام القوة المسلحة في فض المنازعات الإقليمية بين الأشقاء، والرفض التام لتواجد الجيوش والقواعد العسكرية والأجنبية في الأرض العربية وعدم منح التسهيلات للقوى الأجنبية واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية بين أقطار الأمة وبين جيرانها. وضمان الحياد الكامل للوطن العربي إزاء الصراعات العالمية وتأكيد استقلاليتها وعدم انحيازها لهذا الطرف الدولي أو ذاك.

         إن الاستجابة الحارة والترحيب الواسع رسميا وشعبيا ببنود الإعلان القومي، يعبر عن اعتزاز أمتنا بكرامتها وتمسكها بحقوقها وتعلقها باستقلاليتها ورفضها لكل أشكال التبعية والارتباط بالأجنبي، كما يشير بجلاء إلى إيمانها الذي لا يتزعزع بوحدتها وتضامن أبنائها وتلاحمهم في مواجهة أعدائهم وسالبي حريتهم وسارقي أرضهم وثرواتهم.

<5>