إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب الرئيس ايزنهاور في الإذاعة والتليفزيون في 20 فبراير 1957
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1209 - 1213"

من أجل سحب القوات المعتدية، كما سنبذل جهودا كبيرة بالتعاون مع المنظمة الدولية، لإرساء دعائم العدل بموجب القوانين الدولية بما فيه مصلحة الجانبين.

         ومنذ ذلك الحين، فقد أحرز تقدم كبير، وتم تجنب جميع الأخطار التي كانت ستنجم عن هذا الوضع. لقد سحبت حكومتا بريطانيا وفرنسا قواتهما من مصر وعندئذ برهنتا على احترام الرأي العام العالمي واستجابتا لرغبة الدول الأعضاء في الجمعية العامة التي تمثل 80 أمة.

         وأريد أن أعطي هذا العمل الحكيم الذي قام به أصدقاؤنا وحلفاؤنا حقه التام، فهم قد ساهموا في تدعيم النظام العالمي كما ضربوا مثلا في احترام قرارات الأمم المتحدة وقد أدى ذلك إلى تقرير حق المرور في قناة السويس، التي هي ممر دولي بموجب معاهدة سنة 1888.

         ومن ثم سحبت إسرائيل قواتها من معظم الأراضي المصرية التي احتلتها وعلى أية حال فإن القوات الإسرائيلية ستبقى وراء خطوط الهدنة وهي عند مدخل خليج العقبة، وهي الآن في قطاع غزة الذي يعتبر محتلا من قبل مصر بموجب اتفاقية الهدنة، وهذه الحقائق هي التي خلفت الأزمة الحالية.

         إننا نقترب تجاه لحظة حاسمة، فإما أن نعترف بقدرة الأمم المتحدة على إعادة السلام في هذه المنطقة أو أن تعمل الأمم المتحدة من جديد لتحقيق انسحاب القوات الإسرائيلية.

         وبذلت جهود كبيرة ومتكررة من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة لحمل إسرائيل على الانسحاب الاختياري ولكن هذه الجهود لم تنجح.

         وبذلت أيضا جهود جبارة فخلق وضع يتعين عليه بأنه إذا استجابت إسرائيل لطلبات الأمم المتحدة المتكررة بسحب قواتها يتم ازدياد الأمن والهدوء لتلك الأمة وهذا يعني بأن الأمم المتحدة تؤكد عزمها لتوطيد العدل والسلام في الشرق الأوسط بما يتفق مع القانون الدولي، بصورة أكثر حزما من الفترة التي سبقت أحداث أكتوبر ونوفمبر.

         لقد دخلت قوة من قوات الطوارئ الدولية إلى الأراضي المصرية بموافقة الحكومة المصرية للمساعدة في وقف إطلاق النار الذي دعت إليه الأمم المتحدة في اليوم الثاني من شهر نوفمبر.

         وأوصى السكرتير العام الذي يخدم الأمم المتحدة بأمانة وإخلاص باتخاذ بعض التدابير بوساطة الأمم المتحدة، وقوات الطوارئ الدولية لتكفل عدم الاعتداء العسكري في المستقبل.

         وأقرت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة قرارا بذلك في 2 من فبراير، وبعد انسحاب إسرائيل من خليج العقبة ومن قطاع غزة ستحل مكانها قوات الطوارئ الدولية على خطوط الهدنة بين مصر وإسرائيل، وذلك للمحافظة على اتفاقية الهدنة، ودعت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة إلى تنفيذ بعض الإجراءات التي اقترحها السكرتير العام، وهذا بالإضافة إلى الإجراءات التي تكفلت بها قوات الطوارئ في خليج العقبة لضمان عدم الاعتداء المسلح في المنطقة.

<2>