إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي، حول أزمة الخليج، الذي وجهه إلى الشعب التونسي.
المصدر: يوميات ووثائق الوحدة العربية 1989 - 1993، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ط 1، 1995، ص 753 - 755.

         وإننا إذ نأسف لما لاحظناه من إصرار على تفويت فرص السلام نعتبر أنه بات من الواجب اليوم أمام ما يتعرض له العراق من تدمير أن نعّبر عن استنكارنا الشديد لهذه التطورات الفظيعة التي تتنافى مع كل مبادئ السلام وقيم الإنسانية ومع الأهداف الأصلية التي من أجلها بعثت الأمم المتحدة وقام عليها مجلس الأمن الذي يفترض فيه أن ينشر الأمن والسلام وإننا نعتقد كذلك أنه من الخطأ السياسي وسوء التقدير معاقبة الشعب العراقي.

         إن الدول المتحالفة ضد العراق قد استعجلت تنفيذ قرارات مجلس الأمن قبل استنفاد كل المساعي.

         وقد قرر مجلس الأمن أن يكون أجل (15) جانفي [كانون الثاني] بداية إمكانية اللجوء إلى استعمال القوة لحمل العراق على الانسحاب فأصبح هذا التاريخ نهاية الأجل.

         وقد نصت القرارات على تحرير الكويت ولم تنص على تدمير العراق وهذا يعني بكل وضوح أن ميدان القتال إذا كان لا بد من قتال ما كان يجب أن يتجاوز حدود الكويت ولكن كل القوات المتحالفة تصب حديدها ونارها على كامل العراق في البصرة وبغداد والموصل مستهدفة كل بنيته الأساسية المدنية وجميع موارده المادية والبشرية.

         لقد تبين بجلاء من خلال ما يتعرض إليه العراق الشقيق من تدمير متواصل منذ فجر 17 جانفي [كانون الثاني] ما هي الغايات الحقيقية التي وظفت لها قرارات مجلس الأمن مثلما اتضح منذ 2 أوت [آب] الماضي أن الشرعية الدولية لا تطبق على الجميع بنفس المقياس والميزان.

         لقد اجتمعت أكثر من عشرين دولة على ضرب العراق فهل هذه هي الشرعية الدولية هذه الشرعية التي

<2>