إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي، حول أزمة الخليج، الذي وجهه إلى الشعب التونسي.
المصدر: يوميات ووثائق الوحدة العربية 1989 - 1993، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ط 1، 1995، ص 753 - 755.

لم يسارع أحد إلى العمل على احترامها إلا عندما ارتبطت بالمصالح الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية.

         إن الغايات الحقيقية التي تبينت بجلاء هي أنه لا يراد أن تقوم لهذه الأمة قائمة وأنه ممنوع عليها أن تكتسب قوة أو مناعة أو أن تأخذ نصيبها من التقدم والعلم والتكنولوجيا لتبقى محكومة بالتبعية إلى الأبد في ظل نظام عالمي جديد قديم ليس لها فيه مكان.

         إن ما يحز في القلب والنفس أن تفاخر هذه الجهات بتسليط عشرات الآلاف من أطنان الحديد والنار كل يوم وبأعتى الوسائل وأفتكها على شعب العراق من غير أن تتحرك لها عاطفة أو يهتز لها شعور وتثور ثائرتها وتملأ الدنيا استنكاراً كلما استهدفت إسرائيل لعمل فدائي أما دمار مقدرات شعب بأكمله وضربه حتى في مواطن تعبده فلا يقابل إلا بالصمت والتعتيم.

         أيها المواطنون

         أيتها المواطنات

         من حقنا إزاء ما يتعرض إليه الشعب العراقي ومن خلاله كل مواطن عربي أن نتساءل وأن نسأل أين حقوق الإنسان والقانون الإنساني وأين حرمة الإنسان وكرامة الشعوب وأمام المغالطة الصحفية والتعتيم الإعلامي وتوظيفه أين حرية الصحافة ومصداقيتها أين هذه القيم النبيلة والشعارات الخلابة أم أن لها حدوداً وأنها تنطبق على جهة دون أخرى وشعب دون شعب وإنسان دون إنسان هل هذا هو النظام العالمي الجديد.

         أيها المواطنون

         أيتها المواطنات

         إذا كان ثمة ما يبرر انقلاب المفاهيم وتطويعها للمصالح الأنانية عند بعض الدول فإن ما يثير السخط والعجب هو هذا الصمت العربي والإسلامي كل من منطقه وحسب غاياته ومصالحه القريبة دون اهتمام بدواعي بقاء الأمة وعزتها وكرامتها.

<3>