إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          الملك: على كل حال، من الصعب على مثلي أنا أن يحكم في مثل هذا الشيء أن يكون الذين يقودون الطائرات هم طيارين مصريين أو سوفيت؟ ولكن الشيء الوحيد الذي يمكن الإنسان أن يشعر به أننا نعتقد أن أي فرد من افراد اخواننا في مصر لابد وأن يشعر بمرارة أو بحرج حينما يكلف بأن يشن حرباً أو غارة أو اعتداءً على بلد عربي مثل المملكة العربية السعودية التي لا تكن لإخواننا المصريين إلا كل محبة وكل إخلاص.

          س: يا صاحب الجلالة لقد حاولتم أن تحيلوا الأمر إلى الأمم المتحدة، أو إلى السكرتير العام للأمم المتحدة المستر بوثانت، ليسعى أو يحاول أن يساعد على إيقاف هذه الغارات، فإلى أي مدى أنتم مستعدون للسير في هذا الطريق من الناحية الديبلوماسية، وهل انتم مستعدون للسير بالقضية إلى آخر المطاف. أي إلى مجلس الأمن للحصول على قرار إذا لزم الأمر؟

          الملك: نحن إلى الآن اقتصرنا على أن نحيط السكرتير العام علماً بما حدث، ومما لا شك فيه أن السكرتير العام طبعاً يعلم ويقدر واجبه ومهمته في أي سبيل يتخذه، أو أي مسعى يبذله قياماً بواجبه لحفظ السلم والأمن في أي بقعة من بقاع العالم.

          س: هذا بالنسبة للسكرتير العام، ولكن هل المملكة السعودية مستعدة إذا لزم الأمر أن تتوجه إلى مجلس الأمن؟

          الملك: نحن نأمل أن لا تضطرنا الظروف إلى اتخاذ إجراء مثل هذا.

          س: هل ترون طريقاً للوساطة لتسوية هذه المسألة، وهذا الخلاف بطريق مباشر بينكم وبين مصر؟

          الملك: بالنسبة لنا نحن لا نعتقد أننا طرف في النزاع. وكل ما نريده ـ كما سبق وقلت في الحديث ـ أن نبتعد جميعاً نحن ومصر عن اليمن ونترك لشعب اليمن حرية تقرير مصيره بنفسه بدون أي تدخل لا من جانبنا ولا من جانب مصر، ولا من جانب أي طرف آخر.

          س: يا صاحب الجلالة، إذا استمر هذا النزاع فبمعنى أعم: ما هو الخطر الذي ترونه محيقاً من استمرار هذا النزاع بتجميع القوات المصرية لقواتها، وبقيامها بهذه الغارات بطائرات سوفيتية وبأسلحة سوفيتية وبالقيام من جانبكم أيضاً بتجهيزات دفاعية بطائرات سابقة للصوت، وقذائف، ورادار، وخلافه. هل تنتظرون إلى ذلك الخطر لو استمر هذا الأمر بأنه مقصور على اليمن، أم هو أوسع واشمل فيما وراء ذلك؟

          الملك: على كل حال، نرى الخطر دائماً في أن تحاول أي دولة أو أي طرف من الأطراف التدخل في شؤون أي دولة أخرى أو أي بلد آخر. وهنا يتبين لك من حيث المبدأ ـ مبدأ خطر.

          أما بالنسبة لتسلحنا نحن، فتسلحنا هو كان بناء على اتفاق بيننا وبين إخواننا العرب في مؤتمرات القمة والمقصود به هو الدفاع عن البلاد العربية كلها، وليس عن السعودية فقط.

<2>