إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



كيد الكائدين وستبقى الأردن، وستبقى الشعوب العربية المخلصة المؤمنة بالله والمؤمنة بحقها تساند الأردن وتشد أزره في كفاحه وتنتظر المعركة الفاصلة لتستعيد حقها المغتصب في فلسطين الجريحة.

          وإننا نرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يكون هذا اليوم قريباً لتسعد هذه الامة برخائها وأمنها واستقرارها وإبعاد المخاطر عنها.

          يا صاحب الجلالة: لقد قيل عنكم ما قيل كما قيل عنا ما قيل، والله، سبحانه وتعالى، يعلم ماذا تقصدون وماذا نقصد، إنّ كل ما نقصده جميعاً هو خدمة ديننا وخدمة أمتنا وخدمة وطننا، لقد هللنا وكبرنا حينما توصلنا في مؤتمر الدار البيضاء إلى ميثاق التضامن العربي وحمدنا الله، سبحانه وتعالى، وأملنا أنه سينفتح أمام العرب تاريخ جديد ومستقبل زاهر، يَشُدُّ بعضهم أزر بعض ويتعاونون في سبيل الله وفي سبيل وطنهم وفي سبيل أمتهم للدفاع عن أوطانهم وعن حقوقهم المغتصبة، ويكون كل منا عضداً للآخر يدافع معه ويكافح معه ويشد عضده، ولكن يا للأسف لم تمض أيام قليلة حتى نسفت هذه القرارات وعاد الحال إلى ما كان عليه أو أسوأ، كذلك ظهرت في الأفق الإسلامي دعوة مخلصة نبعت من بعض قادة إخواننا المسلمين وهي الدعوة إلى التضامن الإسلامي، وقلنا: فليكن ذلك، فإذا فشلنا في إيجاد تضامن عربي فلنسعَ إلى تضامن إسلامي يشمل العرب من ضمن إخوانهم المسلمين، ولكن نفس الدور ونفس التمثيلية حدثت فقاومت العناصر التي هدمت التضامن العربي قاومت التضامن الإسلامي، وادّعت عليه الدّعاوى الكاذبة بأنه حلف استعماري يدعو إليه عملاء للاستعمار ليخدم مصالح الاستعمار، فيا سبحان الله العظيم، هل يعقل أنّ دين الله وشريعة نبيه وإيمان عباده يمكن أن تكون يوماً من الأيام في خدمة الاستعمار ولكن ماذا نقول؟ والمثل السائر يقول: إن الهوى يعمي ويصم! فلقد أعماهم الهوى من أن يتدبروا حملتهم ضد الإسلام وضد المسلمين وأنها ستكشف وإنها ستظهر لجميع ذوي العقول والبصائر، وإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الإسلام في خدمة الاستعمار وإنما سيكون حرزاً مكيناً يكافح الاستعمار بجميع أشكاله يكافح الاستعمار التقليدي المعروف ويكافح الاستعمار الصهيوني ويكافح الاستعمار الشيوعي؛ ولذلك ثارت ثائرة هذه العناصر الثلاثة أمام هذه الدعوة التي خشوا أن تكون حائلا بينهم وبين تنفيذ أغراضهم ومآربهم إلاَّ أن يتفرق شمل المسلمين وأن يتفرق شمل العرب وأن تذوب قواهم ليخلو لهم الجو وليتمكنوا من تنفيذ أغراضهم ومقاصدهم، ولكن ما دمنا ـ بحول الله وقوته ـ نجد في الشعوب العربية والشعوب الإسلامية وفي القادة المخلصين لدينهم وأمتهم من يقف موقف الصمود موقف القوة في وجه هذه التيارات فإننا بحول الله وقوته لواصلون لما نصبو إليه سواء رضي المبطلون أم غضبوا، فرضى الله، سبحانه وتعالى، أكبر ونصره أعظم وهو الذي سينصر المؤمنين بحوله وقوته.

<2>