إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



يا صاحب الجلالة:

          إن جلالتكم تعلمون ماذا كانت الأبحاث والمناقشات في مؤتمرات القمة، وكنا أمّلنا خيراً حينما وجهت الدعوة إلى عقد مؤتمرات القمة، وكانت الاجتماعات الأولى عبارة عن تمهيد إلى قرارات حاسمة وعملية تسير بالأمة العربية في طريقها الصحيح، وحينما وجدنا في آخر اجتماع في الدار البيضاء وتقررت كما تعلمون جلالتكم بعض القرارات التي انتقلت من دور التمهيد إلى دول التنفيذ وإلى العمل، وأصبحت القوى العربية تُهيّأ وتُعبّأ لتصمد وجها لوجه أمام أعدائها، وإذا بنا بين يوم وليلة نسمع اقتراحاً بتأجيل هذه المؤتمرات، وقول بأنها مؤتمرات لا جدوى منها. لماذا؟! لأننا وصلنا إلى مرحلة التنفيذ وانتهينا من مرحلة الوعود والتسويف والخطب الرنّانة والتهديدات التي ليس وراءها أي عمل جدّي، فحينما دخلنا في الجدّ وتهيأنا للعمل نسفت كل هذه الأسس لئلا نصل إلى نقطة الانطلاق، وهذا ما يحزّ في نفس كلّ عربي وكلّ مؤمن يؤمن بربّه قبل كل شيء، ثم يؤمن بقضيته ويريد أن يسير بهذه القضية في سبيل النجاح وفي سبيل تخليص الحق المغصوب، وفي سبيل رد الكرامة العربية وإذا بها ـ ويا لسوء الحظ ـ تنسف بجرّة قلم أو بخطاب من الخطابات والمحاولة اليوم الثانية هي لنسف فكرة التضامن؛ لأن من نسف التضامن العربي يعلم بأن نجاح التضامن الإسلامي هو الوصول بالعرب إلى غاياتهم التي كانوا يرجونها من وراء تضامنهم؛ وما العرب إلاَّ جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية فنجد المحاولات الآن تنسف أي فكرة ترمي إلى إيجاد تضامن إسلامي، فإذا أردنا التفكير والنظر نجد أن الغاية هي الغاية، والأسلوب هو الأسلوب، والمقاصد هي المقاصد، ولكن الله، سبحانه وتعالى، سيبطل كيد المبطلين فيصل بهذه الأمة إلى ما تريد على شرط واحد أن نكون مؤمنين بربنا قبل كل شيء ثم مؤمنين بقضيتنا، فإذا تأكدنا بهذا من أنفسنا فنحن واصلون بحول الله وقوته إلى ما نصبو اليه.

يا صاحب الجلالة:

          لا أريد أن تفوت هذه المناسبة دون أن أذكر شيئاً عما يعانيه أشقاء لنا وإخوة نكبوا لا لشيء إلا لأنهم يريدون أن يستقروا في وطنهم وأن يتحرروا ليقرروا مصيرهم بأنفسهم وأقصد بهؤلاء الإخوة إخواننا في اليمن، إنّ إخواننا في اليمن يا جلالة الملك يتعرضون اليوم لأسوأ ما يعرض له شعب على وجه البسيطة، فهناك حرب إبادة، وهناك تعسف في الأحكام، وهناك محاولة لإذلال الكرامة العربية الإسلامية، وهناك محاولة لتجريد هذا الشعب من عقيدته ومن عروبته، فما هو الذنب الذي جناه شعب اليمن حتى يتعرض لكل هذه المحن؟! أما من ناحيتنا نحن يا صاحب الجلالة فنحن ليس لنا أي غرض ولا أي مطمع وأظن أنني سبق أن أكدت لجلالتكم ذلك حينما سعدت بلقاء جلالتكم في بلدي الشقيق عَمّان، ولا نريد لهذا الشعب الشقيق إلا الاستقرار والأمن والحرية وأن يترك له تقرير مصيره بنفسه بدون أي تدخل لا من جانبنا نحن ولا من جانب أي طرف آخر سواء عربي، أو غير

<3>