إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



عربي فهذا كل ما نريده أما أن يطلب منا أن نترك إخوة لنا يقاسون ما يقاسونه ونتخلى عنهم لا لشيء إلا لمطالب فردية تحكمية تريد أن تنفذ مآرب ليست في صالح اليمن، فإنني أعتقد أن هذا الطلب مجاف للحق وللعدل، وكنا نريد أن يكون تدخلنا في شؤون إخواننا اليمنيين تدخل الخير والمحبة والمساعدة على النهوض ببلدهم وباختيارهم وبطلبهم ورضاهم، لا تدخل بالنار والحديد وحرب الإبادة، ولكن ـ لسوء الحظ ـ كتب على هذا الشعب أن يقاسي ما قاساه ونحن نرجو الله تعالى أن ينهي هذه المأساة وأن يصل شعب اليمن الشقيق إلى ما يصبو إليه من حرية واستقلال واستقرار، وأن يهدينا ربنا جميعاً إلى سواء السبيل لنكون في معونة إخواننا في اليمن وفي غير اليمن في سبيل خيرهم وفي سبيل إسعادهم وبحسب رغبتهم ورضاهم، أمّا أن نحاول أن نفرض عليهم أي شيء هم لا يرضونه فهذا ما لا تقره الشرائع السماوية ولا تقره الحقوق الإنسانية في العلاقات المتعارف عليها بين بني البشر. وإنني يا صاحب الجلالة؛ حينما أردت أن أوضح هذه النقطة أردت أن يفهم كل من يريد أن يتدخل في هذه القضية بوساطة أو بمسعى خير أن يفهم هذه الحقيقة على وجهها الصحيح فنحن لا نريد شيئاً، نحن نتعهد أنه في اليوم الذي تنسحب فيه القوات المصرية من اليمن أن نمتنع عن التدخل في شؤون اليمن بأي شكل كان لا مع الملكيين ولا مع الجمهوريين. أما من يحاول الوساطة ويريد أن تبقى هذه القوات أو جزء منها في اليمن فنحن لن نوافق على هذا، بأي حال من الأحوال. فنحن ندعو العرب وندعو المسؤولين وندعو العالم أجمع من ورائهم بأن يراقبوا هذا القول، فإذا انسحبت القوات المصرية وترك لليمنيين حرية تقرير مصيرهم فليأتوا بقوات الدنيا كلها وليراقبونا إذا تدخلنا بذرة أو بأي نوع من أنواع التدخل، فليقيموا الحجة علينا وليحاكمونا على ما فعلنا، أما قبل أن تنسحب القوات المصرية من اليمن فنرجو من كل صديق وكل مؤمن وكل مخلص أن لا يكلفنا ما لا نطيق. ومن غرائب المتناقضات أن تشجب الولايات المتحدة ونحن مِنْ ضمن من يشجب التدخل العسكري في أي بلد كان في إرسالها قواتها للقتال في فيتنام، وفي نفس الوقت تذهب قوات عربية لبلد عربي لتقاتل أبناء هذا البلد العربي، فهل وراء اليمن شعب أجنبي يتدخل في شؤون اليمن، كما يدّعي أن فيتنام الجنوبية تتدخل في فيتنام الشمالية، أبداً والله ليس محاد لليمن إلا المملكة العربية السعودية والجنوب العربي ونحن مستعدون، كما قلت، من جانبنا إذا انسحبت هذه القوات من اليمن فلتأت قوات العالم كله وتقف على الحدود وتراقب حركاتنا، فإذا تدخلنا فليقيموا الحجة علينا وليحاكمونا كلهم جميعاً، أما قبل أن تنسحب هذه القوات فنرجو من كل صديق وكل محب أن لا يتعرض لوساطة وأن لا يتدخل في هذا الشأن، ونحن في هذا الوقت وبهذا المعنى لا نريد أن يفهم منا أننا نريد أن نتصادم مع إخوتنا المصريين، حاشا لله، ولكننا نقول لإخواننا في مصر وعلى مشهد من العالم تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم تفضلوا ولننسحب ولنترك اليمن لأهل اليمن يقرروا فيه ما يشاؤون، ولنبق أخوة متعاونين متحابين فهذه كلمتنا وإن قبلت فأهلا وسهلا وهذا ما نرحب به وإن رفضت فأرجو ممن يسمع هذه الكلمة أن يعذرنا إذا بقينا

<4>