إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



"بروتوكولات حكماء صهيون". وكانوا يهدفون من وراء هذه المقررات أن يبسطوا نفوذهم على العالم أجمع، ولكنهم لم يجدوا المركز أو الركيزة التي ينطلقون منها ليصلوا إلى هذه الأمنية. وكانت من ضمن أهدافهم أن يجدوا لهم موطئ قدم لما يدعونه من أن لهم تاريخاً، أو أن لهم آثاراً في بلادنا العربية الشقيقة فلسطين، ليضعوا لهم ركيزة ينطلقون منها إلى أن يبسطوا نفوذهم وتغلغلهم في جميع أنحاء العالم. ولسوء الحظ أن هذه الزمرة وجدت من بعض البلاد ـ وعلى الأخص الدول الكبرى في العالم ـ تعزيزاً وتأييداً. وأول تأييد لها صدر في سنة 1917 من بريطانيا وهو وعد بلفور المشؤوم، ثم تلا ذلك تغلغل النفوذ الصهيوني في أوروبا، حتى حملوا دول أوروبا الكبيرة، وحتى حملوا الدول الشرقية إلى أن تتآمر على هذه البلاد وتخلق ما يسمى بإسرائيل اليوم، ليكون منها المنطلق المنتظر للصهيونية حتى تنطلق في سبيلها لحكم العالم والسيطرة عليه.

          فخامة الرئيس؛ إنني لست في حاجة أن أسرد لكم التاريخ، أو أن أشير إلى شيء أنتم تعلمونه أكثر مما أعلم، ولكنني أحب أن أؤكد في هذه المناسبة التي تفضلتم وشرفتمونا فيها بزيارتكم لهذه البلاد، التي هي بلادكم، أن حاجتنا إلى التآخي والتعاون والتآزر فيما بيننا ليست في وقت من الأوقات أعظم أهمية أو إلحاحاً منها في يومنا الحاضر.

          إن هذه البلاد، يا فخامة الرئيس؛ هي بلدكم، وإنها معكم ومع كل إخوتها، بحول الله وقوته، في السراء والضراء، ولا تألو جهداً في التأييد والمساعدة بكل إمكانياتها. ولست أقول هذا يا فخامة الرئيس من باب المنّة أو التفضّل، وإنما نعتقد جميعاً، صغيرنا وكبيرنا، بأن هذا ما يفرضه علينا واجبنا الأخوي تجاه إخوة لنا يشاطروننا السّرّاء والضّرّاء، وكل ما يمكن أن يقال في هذا السّبيل؛ هو أننا إخوة متعاونون متكاتفون هادفون إلى الخير متجنبون الشر لا نريد سوءاً بأحد، ولكننا لا نطيق أن نخضع أو نتراخى لظلم الغير أو لإذلاله وإن كان في ذلك الموت الزؤام.

          فخامة الرئيس: إن حق العرب في بلدهم وحق مواطنيهم المشردين في كل أقطار العالم الآن لا يمكن أن تمحوه أو أن تطغى عليه أضاليل الباطل والدعايات المغرضة والأهواء المتعجرفة، وسوف لا يضيع حق وراءه طالب، فإذا كنا، في هذا اليوم، نظهر بمظهر المغلوبين وللأسف، فإننا بحول الله وقوته سيأتي اليوم الذي نكون فيه قادرين على استرجاع حقوقنا وبلادنا، وحينما يأتي هذا اليوم فلن نكون بحول الله متغطرسين أو متعجرفين، كما يعمل الأعداء اليوم، ولكننا سنكون عادلين منصفين مقرين للعدالة الاجتماعية ومنصفين المظلوم من الظالم ولن نعتدي على حق أحد ولكن ليس معنى هذا أن نتراخى أو نتناسى حقوقنا.

<2>