إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في حفل تكريم ضيوف بيت الله الحرام(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة المسلمون:

          إننا في هذا البلد الطاهر، الذي شرفنا الله بخدمته لنرحب بكم، داعين المولى جلّت قدرته أن يتقبّل من الجميع حجّهم، وأن يثيبهم على ما يقدمونه من طاعة وعبادة لخيري الدنيا والآخرة.

          إخواني:

          إننا كمسلمين، وفي هذه الأيام العصيبة التي نتعرض لها من قبل أعداء الإسلام، لنضرع إلى الله  سبحانه وتعالى أن يؤلف بين قلوبنا، وأن يأخذ بناصيتنا، وأن يدلنا على أهدى السبل وأقربها إليه سبحانه وتعالى وإلى النجاة في كل ما نتجه إليه من أعمال.

          إخواني:

          لست في حاجة أن أذكركم، في هذه الأيام المباركة، أننا كلنا كمسلمين، نتجه إلى البارئ، سبحانه وتعالى، بكل مشاعرنا نطلب إليه الرحمة والغفران والعفو عما نرتكبه من أخطاء ومن ذنوب. ونسأل منه العون لمستقبلنا وأن يشد أزرنا وأن يهدينا إلى سواء السبيل.

          إخواني:

          إن هذا الدين الحنيف الذي جعله الله سبحانه وتعالى شرعة لعباده، لَفِيه من الخير، وفيه من الحكمة ما يجعلنا نؤكد العزم على أننا، بحول الله وقوته، كمسلمين، عازمون على أن نتمسك بديننا مهما كانت الصعوبات، ومهما اعترضنا من عقبات، ومهما حاكه الأعداء من مؤامرات ودسائس لتفرقة صفوفنا ولجعل مهمتنا صعبة المنال، ولكننا، بحول الله، وقوته ثم بإخلاص إخواننا المسلمين وعزيمتهم، لمتغلبون على كل ما يعترضنا من صعوبات.

          إنني أيها الإخوة الكرام: لست بأعلم منكم، ولا بأفضل منكم، ولكنني أقولها كما تقولوها جميعاً: إن ديننا الحنيف هو الذي بُني على الأُخوة وعلى المحبة، وعلى الصلاح وعلى فعل الخير ومحاولة إيجاد الاستقرار والسلم والخير للعالم أجمع.


1. أم القرى العدد 2212 يوم الجمعة 16 ذو الحجة 1387 الموافق 15 مارس 1968 ميلادي

<1>