إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          والمسلون دعاة تعاون، ليس هناك تفرقة في دين الإسلام بين صغير أو كبير، أو عامل أو أمير، أو أسود أو أبيض، وإنما هو دين الله "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" فلنتجه إليه سبحانه وتعالى بكل قلوبنا وجوارحنا، مهتدين بهدي نبيه صلوات الله وسلامه عليه، فإذا تمكنا من أن نوطد العزم على هذه الغاية، وأن نخلص العمل له سبحانه وتعالى عقيدة وقولاً وعملاً، فإننا، بحوله سبحانه وتعالى، سنصل ونحن واصلون - إن شاء الله - إلى ما نصبو إليه من إيجاد مستقبل زاهر للمسلمين.

          وأنا في هذه المناسبة، أحب أن أؤكد أننا كمسلمين لسنا نناصب الآخرين العداوة، ولسنا ممن تضيق آفاقهم أو كما يزعمون، أن المسلمين دعاة عنصرية أو دعاة شقاق مع الأمم الأخرى، وإنما نحن دعاة للتعاون مع كل مؤمن بالله.

          ولا يفوتني في هذه المناسبة أيها الإخوان، لأدلل على أن الإسلام هو دين الحق، وهو دين الحرية، وهو دين التعاون، وهو دين السماح. إنه حينما انطلقت لفتة من حاضرة الفاتيكان بمناسبة رأس السنة الميلادية على لسان حضرة البابا بولس وحيَّا فيها المسلمين وحيا فيها دين الإسلام، فقد استقبل المسلمون هذه اللفتة بكل ترحيب وبكل شكرٍ وامتنان.

          وإن في هذا المظهر، أيها الأخوان، ما يردّ كيد الكائدين ودسّ الداسين الذين يصفون المسلمين بأنهم دعاة عنصرية، أو دعاة تفرقة بين الأمم أو بين البشر، حتى ولو كان هناك بعض الخلافات أو بعض المآخذ، ولكننا نتبع ما جاء به نبينا، صلوات الله وسلامه عليه، من ربه في قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".

          فإننا دعاة حق، ودعاة سلم ودعاة محبة، ولكننا، في نفس الوقت، لسنا أذلاء ولسنا ضعفاء، ولسنا ممن تخضع رؤوسهم أو تداس حرياتهم ويخضعون لها. فإذا اعتدي علينا، فنحن بحول الله وقوته، أهل لأن نرد الاعتداء، سواء اعتداء على ديننا، أو على أراضينا، أو على شعوبنا، فإننا بحوله وقوته، قادرون على أن نرد هذا العدوان.

إخواني:

          لست في حاجة أن أذكركم أن هناك مقدسات لكم تداس وتهان وترغم يومياً، فهناك أرض المعراج، وهناك أولى القبلتين، وهناك ثالث الحرمين الشريفين فهو لنا جميعاً وليس لأحد دون أحد. إنه ليس للعرب دونكم أيها الإخوان؛ ولكنه للمسلمين جميعاً، وإنه يتعرض اليوم لأعظم الكيد ولأعظم الإهانات ولأعظم الدس وانتهاك للأعراض والحرمات. وإني لأهيب بإخواني المسلمين أن يهبوا

<2>