إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



الفيصل يرتجل خطاباً لمؤسسة النقد(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم

          إخواني وضيوفنا الكرام:

          أحييكم تحية الإسلام، وأدعو الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا جميعاً في أعمالنا وأقوالنا لما يرضي وجهه الكريم، وما فيه صالحنا جميعاً.

          أيها الإخوة:

          لقد تفضل سعادة المحافظ وطلب مني إلقاء كلمة، وفي الحقيقة إن سعادته في كلمته لم يترك لي أي شيء يمكن أن أضيفه على ما ورد في خطابه. ولكنني أحب أن أبين أننا إذا وفقنا بنعمة من الله، سبحانه وتعالى، على سلوك السبل المؤدية إلى الخير لديننا، وأمتنا، ووطننا، فإنما نعتبر ذلك كرماً منه، سبحانه وتعالى، وفضلاً أنعم بهما علينا إذ وفقنا إلى أن  نسير في السبيل الصحيح الذي يستهدف خير المجموعة وجلب الرخاء، والاطمئنان، والحرية، والكرامة لمواطنينا الأعزاء، ولكل فرد من أبناء الأمة العربية الإسلامية.

          وإننا في نفس الوقت الذي ندعو فيه أمتنا الإسلامية إلى أن تتكاتف وتسعى إلى ما فيه خيرها، وعزتها، وكرامتها، فإننا لا نقصد من وراء ذلك أننا نضمر عداء لأحد، أو نريد سوء بأحد، وإنما نريد الخير لأنفسنا ولمن يريد الخير من غيرنا.

          إن الأحوال التي مرت على الوطن العربي، مما يزيد على السنة، هي في حقيقتها نكبة لأبناء العروبة، وإن كنا نرى أنه يجب علينا أن تكون في هذه النكبة أو في هذه المصيبة موعظة ودرساً لنا للعودة إلى الخط السليم، وإلى العمل المثمر، والصالح، وإلى الإيمان، والعقيدة الراسخة والتعاون فيما بيننا، كما ندب إلى ذلك ديننا، وشريعتنا، ونبينا، صلوات الله وسلامه عليه، فالواجب علينا في مثل هذه الظروف وهذه الأحوال أن لا نخفي رؤوسنا في التراب وندعي أننا مجردون أو منزهون عن الأخطاء. ويجب علينا أن نعترف بأخطائنا ونواقصنا، وأن نستفيد مما حل بنا للرجوع عن هذه الأخطاء، ولإكمال التقصير الذي فعلناه حتى يكون مستقبلنا بحول الله وقوته زاهراً ومبشراً بالخير.


1. أم القرى العدد 2239 في 27 جمادى الثانية 1388 الموافق 20 سبتمبر 1968

<1>