إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          ولهذا السبب فنحن عندما نكرر في كل مناسبة أننا يجب أن نجعل العقيدة الإسلامية. حينما نكرر قولنا بأن نجعل العقيدة الإسلامية هي الركيزة التي يجب أن ننطلق منها لتحرير أنفسنا، ولرد الظلم عنا، وعن أبناء مواطنينا في كل الأنحاء، وفي كل الأقطار هذا هو الذي يدعونا إلى أن نجعل هذه الدعوة هي دَيْدننا ونرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يمن على إخواننا في كل أقطار الأمة الإسلامية أن يتفهموا هذه الدعوة على حقيقتها، وأن لا يلتفتوا إلى ما يحاوله بعض المغرضين من إلصاق بعض التهم أو الشوائب بهذه الدعوة.

          فالدعوة ليست دعوة فيصل ولا دعوة أي كان. هذه دعوة ربنا، سبحانه وتعالى، أبلغها إلينا نبيه، صلوات الله وسلامه عليه. فمن يدعي بأن هذه الدعوة هي دعوة فيصل، أو دعوة أي كان من الناس فمعنى هذا أنه لا يعرف الدعوة وأنه يحقرها إذا أخرجها عن اتجاهها الصحيح. ففيصل وغير فيصل ما هم إلا أفراد من أمم وشعوب ليس لهم حول ولا قوة ولا قدرة إلا إذا كان ربنا، سبحانه وتعالى، وفقهم ومنّ عليهم بأن يكونوا دعاة للخير في سبيل الله ، دعاة للتعاون. دعاة للتآخي. دعاة للإخلاص والإيمان الراسخ.

          فإذا كان هذا ما يعيبون علينا به، فتلك لَعَمْري توبة لا أتوبها. لن نتوب عن هذا، والله لن نتوب عن هذا، ولن نتراجع وسنسير بحول الله وقوته نحن، وإخوان لنا الذين يدينون بهذا المبدأ ويسعون له من رؤساء، وزعماء، وشعوب، وحكومات في كل البلاد الإسلامية.

          فإذا كان القصد هو الخير لشعوبنا، ولأنفسنا، ولأمتنا، فيجب أن نسلك سبل الخير وأن نخلص كل جهودنا لأن ننمي هذه العقيدة وهذه الروح بين أبناء الأمة الإسلامية التي تقوم على العدل، والحق، وردع الظالم، وإنصاف المظلوم، والتي لا تتوجه ضد أي عنصر أو ضد أي أحد من الناس، وإنما نريد خير أنفسنا قبل كل شيء، وخير غيرنا إذا أراد هذا الغير منا أي خير.

          ولا أحب أن أنهي كلمتي قبل أن أقدم شكري وامتناني لسعادة المحافظ لما تفضل به من بيانات وإيضاحات هي في الحقيقة تبشر بالخير. وأنا كفرد وكمواطن في هذه البلاد، ونيابة عن مواطني البلاد أهنئ سعادة المحافظ ومؤسسته على ما وصلوا إليه من توفيق، وأهنئ نفوسنا جميعاً كمواطنين بما أنعم الله علينا من نعمه الوفيرة التي يجب علينا أن نشكرها له، سبحانه وتعالى، عقيدة، وعملاً، وقولاً، وليس مجرد كلام باللسان فقط. يجب أن نتجه إليه، سبحانه وتعالى، بكل جوارحنا وكل ما نشعر به من إيمان وإخلاص لنشكره على ما أنعم به علينا من هذه النعمة التي ليست لا بقدرتنا ولا بحولنا. نحن لسنا أطيب الناس، ولسنا أحسن الناس، ولسنا أغنى الناس، ولا أقوى الناس، ولكن الله، سبحانه وتعالى، هو الذي أنعم علينا بهذه النعمة فيجب علينا شكرها.

<3>