إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          وما تفضل بذكره سعادة المحافظ، من بعض الهزات التي انتابت اقتصادنا ومواردنا، بسبب الأحداث في السنة الماضية، وبعض الالتزامات التي التزمنا بها لبعض إخوتنا في البلاد العربية، فنحن حينما نلتزم بهذه الالتزامات لإخوتنا نحن لا نشعر، ولا يمكن أن نشعر، بأننا نمن عليهم بذلك، وإنما هذا واجبنا المفروض علينا أن نشارك إخوتنا في السراء وفي الضراء أكثر لأن المشاركة في السراء سهلة، إن الإنسان يشاركك في سرائك لكن المهم الذي يشاركك في ضرائك. فإذا قمنا ببعض ما يجب علينا فهذه أشياء يجب أن لا نشكر عليها لأنها أشياء طبيعية، وأشياء لا يمكن أن نتخلى عنها بحال من الأحوال. ففي الوقت الذي ندعي أننا على استعداد للتضحية بدمائنا هل يمكن أن نبخل على إخوننا ببعض المساعدات؟! لا يمكن.

          والذي نرجوه من الله، سبحانه وتعالى، أن يزيل هذه الغمة عن أمتنا العربية والإسلامية، وأن يوفقنا جميعاً لأن نسعى حثيثاً لإزالة كل ما علق بأوطاننا من ظلم واضطهاد، وبمقدساتنا.

          وإنني كفرد مسلم أدعو كل إخواني المسلمين، وإن كنت لست في حاجة إلى دعوتهم، لأنهم في الحقيقة يشعرون بما نشعر به يألمون لما يؤلمنا، ويسرون لما يسرنا ـ فإنني أدعوهم جميعاً أن يعتصموا، قبل كل شيء، بحبل الله، وأن نخلص جميعاً لله، سبحانه وتعالى، مؤمنين بهذا الإخلاص وأن نتكاتف ونتعاون فيما بيننا لاسترداد كرامتنا ومقدساتنا، التي لوثها شذاذ الآفاق من الصهيونيين، حتى بلغت بهم الجرأة إلى أنهم ـ والعياذ بالله ـ يفتحون أبواب المقدسات الإسلامية والمسيحية لعمل الأخلاق الفاسدة والمخلة داخل المعابد، وداخل المقدسات، كل هذا زيادة في النكاية بنا، وبمقدساتنا، ومعتقداتنا، وهذا لم يسبق له مثيل.

          التاريخ يشهد على ذلك. المسلمون فتحوا بلدان العالم كلها، لم يتعرضوا لمقدسات الآخرين. المسيحيين كذلك حينما دخلوا كثيراً من البلدان الإسلامية واستعمروها لم يتعرضوا لمقدسات المسلمين، ولكن هؤلاء الفجرة اللا أخلاقيين يتجاوزون في نكايتهم إلى أن يعتدوا على مقدساتنا ويهينوها ظناً منهم أن الله، سبحانه وتعالى، غافل عنهم ولكن الله، سبحانه وتعالى، حي لا يموت وهو يمهل ولا يهمل، وسوف ينتقم بحوله تعالى من كل ظالم.

          ولكن المهم أن نجرد أنفسنا من الشهوات، ومن الميول الشاذة، ومن الترهات، ونكرسها للإيمان بربنا، والإخلاص له، سبحانه وتعالى، حتى يعيد إلينا كرامتنا، وعزتنا، وقوتنا.

<4>