إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          إخواني:

          أرجو أن تعذروني إذا ارتج علي!! فإنني حينما أتذكر حرمنا الشريف ومقدساتنا تنتهك وتستباح وتمثل فيها المفاسد والمعاصي والانحلال الخلقي فإنني أدعو الله مخلصاً إذا لم يكتب لنا الجهاد وتخليص هذه المقدسات ألا يبقيني لحظة واحدة على الحياة.

          أيها الإخوان:

          لا أريد أن أتكلم في أي شيء آخر لأننا أمام الأمر الواقع الذي نجابهه اليوم فكل الأمور الأخرى ثانوية، إذا قورنت بالدفاع عن عقيدتنا وعن مقدساتنا وعن حرياتنا وعن كرامتنا، وأدعو إخواني المسلمين في جميع أقطار الأرض أن يتنادوا وألا يلتفتوا إلى شيء آخر وإن ينبذوا خلافاتهم وأن يتناسوا كل المشاكل التي تحدث بهم وأن نلبي داعي الله ولينفروا خفافاً وثقالاً للجهاد في سبيل الله ولينقذوا حرم الله من الطغمة الفاجرة التي استباحت ثالث الحرمين وأولى القبلتين وأن لا يلتفتوا إلى شيء آخر فكل شخص وكل دولة تترك خلافاتها ومشاكلها على الرف ويسعوا إلى توحيد صفوفهم، ابتداء من البلد الواحد نفسه أن يوحد صفوفه، وأن تحل في كل بلد الوحدة والتعاون بين أبنائه ثم الوحدة الإسلامية للجهاد في سبيل الله والدفاع عن مقدساتنا وحينما ينصرنا الله بحوله وقوته والله سبحانه وتعالى ضامن لنا النصر إذا نصرناه ونصرنا له سبحانه هو ليس بحاجة لأن نجيش الجيوش له أو ندفع الأموال له، أو نعينه بأي شيء من مجهودنا، فالله هو الموجد لنا وهو المدبر لنا وإنما نصرنا له سبحانه هو الإيمان به واتباع ما يأمر به واجتناب ما ينهى عنه فهذا نصرنا لله، وما أسهل هذا علينا إذا أردنا الحق وإذا أردنا أن ننتصر.

          إخواني:

          أعود فأرحب بكم في هذه الأماكن المقدسة وأرجوه سبحانه أن يمن علينا بأن نتمسك بعقيدتنا وأن نخلص في إيماننا لله تعالى، وأن نوحد صفوفنا للتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان. وأن نلتقي في العام القادم إن شاء الله ونحن قد زالت عنا آثار العدوان واستعيدت مقدساتنا وأراضينا ونرى إخوتنا أبناء فلسطين العزيزة أحراراً في بلدهم يقررون مصائرهم بنفسهم ويقدمون لله تعالى بما يجب عليهم من أخوة وتعاون مع إخوانهم المسلمين وليس ذلك على الله بعزيز، وإنما هذا يتطلب منا إيماناً صادقاً وعزيمة مخلصة وترك الأهواء والترهات والمجادلات التي لم تفدنا ولن تفيدنا وإنما جلبت علينا كل شر. ونجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى صفاً واحداً كأننا بنيان مرصوص. وهذا يستوجب علينا قبل كل شيء أن نجاهد أنفسنا حتى نطهرها من الأدران ومن العقائد الفاسدة ومن التيارات الهدامة التي عصفت بنا وفرقتنا شعوباً وفئات متناحرة متناثرة يتآمر بعضنا ضد البعض الآخر ويدس بعضنا للبعض الآخر ونستنزف قواتنا وإمكانياتنا في محاربة بعضنا البعض.. وكان

<3>