إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الفيصل في ماليزيا(1)

          صاحب السمو:
          صاحب الدولة:
          أصحاب المعالي:
          أصحاب السعادة:
          أيها السادة:

          إنه لمن دواعي سروري واغتباطي، أن أتقدم لكم ولشعب ماليزيا الشقيق، بعظيم الشكر والامتنان على ما لقيناه من حفاوة وإكرام وحسن استقبال.

          إنه ليسعدني أن أؤكد في هذه المناسبة السعيدة عما يكنه شعب وحكومة المملكة العربية السعودية تجاه أشقائهم في ماليزيا الشقيقة، من تقدير، واحترام، ومودة، وإخلاص.

          إنه من دواعي فخرنا واعتزازنا في المملكة العربية السعودية أن يوفقهم الله لخدمة إخواننا الحجاج الذين يفدون إلى بيت الله الحرام ومسجد رسوله، وليس لنا في ذلك فضل، وإنما الفضل لله، سبحانه وتعالى، الذي منَّ علينا بهذه المكرمة.

          إن ما يهدف إليه المسلمون من عزم أكيد ونية صادقة في بناء  تضامنهم وتعاونهم فيما فيه مصلحة دينهم ودنياهم، من أكبر الواجبات على كل فرد من أفراد المسلمين. إن هذا لا يعني أن المسلمين يقصدون إيذاء الغير، أو عداء للغير، وإنما كل ما يريدونه هو أن يحققوا بإخلاصهم وإيمانهم ما يكون فيه صالح شعوبهم وأوطانهم في أمر دينهم ودنياهم.

          إنه مما يوجب الأسف أن يظن أحد أن الدين الإسلامي يعرقل أو يعوق التقدم أو الرقي في الشعوب، ومعنى هذا أن كل من يقول هذا إنه لا يعرف حقيقة الدين الإسلامي ولا جوهره، إن من أهم ما يدعو إليه الدين الإسلامي، هو التقدم، وتحقيق العدالة، والمساواة، وتربية الشعوب والأمم التربية الأخلاقية الصحيحة. وقد دعانا القرآن الكريم إلى أن نبذل ما في جهدنا وأن نكون أقوياء ولأن نحقق لأمتنا ما تصبو إليه من رقي، وتقدم، واستقرار، وأمن، وحرية، فإذا كان أعداء الإسلام


1. أم القرى العدد 2325 في 7 ربيع الثاني 1390 الموافق 12 يونيه 1970

<1>