إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



رد الفيصل على الحاج أحمد شيخو، رئيس البرلمان الأندونيسي(1)

          أصحاب المعالي:

          أيها السادة:

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

          اسمحوا لي يا سيادة الرئيس، أن أتقدم إليكم ببالغ الشكر والامتنان على كل ما عبرتم به من مشاعر نبيلة واتجاهات كريمة فيما قلته، وما يقوم به هذا الشعب الشقيق وحكومته وعلى رأسه صاحب الفخامة الرئيس سوهارتو من أجل الخدمات والجهود في سبيل النهضة الإسلامية وفي سبيل التقدم الوطني والازدهار والرقي لهذا البلد الشقيق، وبالنوايا الطيبة التي تحملونها جميعاً نحو البلدان الإسلامية والمنظمات الإسلامية في جميع أنحاء العالم إنه لا يمكن لأحد أن ينكر ما تقوم به هذه البلاد الشقيقة من مجهود كبير في سبيل تحقيق التضامن الإسلامي والتآخي علاوة على ما تقوم به في سبيل وحدتها الوطنية على كل الفئات التي تعيش في هذه البلاد العزيزة.

          أيها الإخوة الكرام: إننا جميعاً ندعو إلى التضامن الإسلامي والتعاون الإسلامي ليس معنى هذا أننا نهدف إلى الاعتداء أو إلى اضطهاد أي من الفئات الأخرى في أي بلد ما.

          إن التضامن الإسلامي معناه الدعوة إلى التعاون بين جميع الفئات المؤمنة بالله، سبحانه وتعالى، في هذا الوقت الذي نتعرض فيه جميعاً إلى التيارات الهدامة الملحدة، فإننا نأمل أن تتحد جهود المؤمنين بالله في جميع أقطار العالم، لكي تكافح هذه التيارات الهدامة التي ليس لها نتيجة إلا تحطيم البشرية والإنسانية ونشر الاضطراب في كل أرجاء العالم. وبهذه المناسبة اسمحوا لي يا دولة الرئيس أن أروي حادثاً تاريخياً إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة الإسلام وتسامحه، والمحافظة على حقوق الغير: دخل سيدنا عمر، رضي الله عنه، إلى مدينة القدس وكان يوم من الأيام في زيارة لرئيس أساقفة المسيحيين في الكنيسة فحلت صلاة الظهر، وهمَّ سيدنا عمر بالخروج من الكنيسة ليؤدي فريضة الظهر فقال له الأسقف إنه في إمكانه أن يصلي هناك في الكنيسة، فالأرض كلها لله. فقال له عمر، رضي الله عنه، إنني لا أنكر أن الأرض كلها أرض لله ولكن سيأتي بعدي قوم سيقولون إن عمر صلى في هذه الأرض فيهدموا كنيستكم، ويبنون عليها مسجداً. سيدنا عمر مع تمسكه بدينه الإسلامي فهو يؤكد المحافظة على


1. العدد 2326 في 14 ربيع الثاني 1390 الموافق 19 يونيه 1970

<1>