إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في افتتاح المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الخارجية (1)

         بسم الله الرحمن الرحيم

         أيها الإخوة الكرام:
         السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
         الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه، محمد صلوات الله وسلامه عليه.

         إنه لمن دواعي سروري واعتزازي أن أرحب بكم أيها الإخوة بهذه المناسبة السعيدة وهي عقد المؤتمر الإسلامي في هذا البلد، ولا شك أننا جميعاً نقدر ما يترتب علينا من مسؤوليات تجاه ديننا وعقيدتنا وشريعتنا وأمتنا الإسلامية. والأمل بالله أن تكون مجهوداتكم أيها الإخوة مقرونة بالتوفيق إن شاء الله. للوصول إلى الأهداف النبيلة التي يحث عليها ديننا وتشريعنا، وهي نشر الإيمان بالله، سبحانه وتعالى، والقيام بما يتوجب على كل فرد منا، وكل دولة، وكل مجموعة في خدمة أمتنا ووطننا الإسلامي، وخدمة كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية، وكذلك أن نسعى بقدر إمكاننا لنشر السلام والاستقرار في العالم أجمع، إن شاء الله، وهذا ما يقتضيه ديننا، وعقيدتنا، وتشريعنا، ولا شك إننا جميعاً نلاحظ ما يبيته لنا أعداء الإسلام، وهدفهم حتى لو لم يكن لهم في ذلك مصالح، وإنما الغرض الوحيد هو تحطيم هذا الدين وأهله. وهذه كلها مخططات الصهيونية العالمية التي تهدف إلى تحطيم العالم بأجمعه والسيطرة على العالم ولم يجدوا لهم طريقة إلا طريقة الهدم والتخريب والفساد. وأمامنا اليوم أيها الإخوة ما يحدث مما يستهدفون منه تحطيم الإسلام والأمة الإسلامية فالنكبات التي حلت بإخواننا المسلمين، مثلاً في باكستان وما يحدث في الفلبين، وما يحدث في بعض الأقطار سواء في آسيا، أو في أفريقيا، أو في بقية العالم فهذا يجب أن يكون تنبيهاً لنا لنعمل على ما يجب علينا من تضامن، وتضافر، وتعاون للوقوف والصمود في وجه أعدائنا والله، سبحانه وتعالى، ضامن لنا النصر ولكن بشرط أن نكون مؤمنين حقاً فقال سبحانه وتعالى إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُوا (غافر:51).

         وقال سبحانه وتعالى في موضع آخر: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين (الروم:47). هذا حق فرضه الله على نفسه. ولكن المهم أن نكون كما أراد لنا ربنا أن نكون مؤمنين ومخلصين ونكون كما ورد في الحديث الشريف: المؤمنون كالجسد، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى (مسند أحمد:17654).


1. أم القرى 2411 في 17 محرم 1392 الموافق 3 مارس 1972

<1>