إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          وكما قال الله سبحانه وتعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا (آل عمران:103). فشريعتنا الإسلامية تقتضي منا العمل لما فيه خير المسلمين ولما فيه كذلك خير البشرية فمن الناس من يحاول أن يشكك المسلمين في تشريعهم ومنهم من يقول: إنَّ التشريع الإسلامي يحول دون التقدم والتطور والقوة حتى إنني سمعت أن بعض الناس يسأل هل التشريع الإسلامي يسمح بأن يدرس المسلمون، أو يتعلموا، أو يتثقفوا بالثقافة الحديثة من التكنولوجيا ومن العلوم الفنية التي تزيد من قوتهم من الاليكترون وخلافها؟!! فقلت: إن شريعتنا الإسلامية لا تسمح بهذا فقط وإنما تحث وتأمر به، والله سبحانه وتعالى، قال في محكم التنزيل وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ (الأنفال:60) . ولكن هذا التشكيك يدخل على المسلمين من أعدائهم حتى يصيبوا من هذه أحد أمرين إما أن المسلم يدرك دينه وعقيدته وشريعته أو أن المسلم يتخلى عن العمل في تقوية نفسه وفي تهيئة نفسه بالصمود أمام أعداء الإسلام. فاليوم أيها الإخوة نرى ونسمع ونلمس ما تقوم به الصهيونية ضد الإسلام وضد المسلمين وضد الخير للبشرية أجمع.

          قبل يومين أو ثلاثة صار العدوان الصهيوني على لبنان الشقيق. ما هي حجة الصهيونيين في هذا؟! يقولون لماذا يكافح الإخوة الفلسطينيين ويناضلون في سبيل حقهم وفي سبيل وطنهم. وفي سبيل كرامتهم فهل يريدون من أي فرد في العالم أن يتخلى عن مسؤوليته فإخواننا الفلسطينيون سواء في لبنان أو في خلافه ما قاموا بأي عمل إلا دفاعاً عن حقهم المشروع، ودفاعاً عن وطنهم، ودفاعاً عن كرامتهم.

          ولذلك وجب علينا جميعاً، أيها الإخوة، أن نقف بجانب إخواننا في لبنان، وجانب إخوتنا في المقاومة الفلسطينية حتى نمكنهم من أن يصمدوا لأعدائهم، وأن يكافحوا عن حقوقهم، وعن كرامتهم، والمسألة أيها الإخوة: لا تقتصر فقط على إخواننا الفلسطينيين أو اللبنانيين ولكنها تعم كل المسلمين من عرب وخلافهم لأن الكل مشتركون في المسؤولية، لا شك أن العرب ما فيه شك هم في المقدمة بالنسبة لقضية فلسطين، ولكن إخواننا المسلمين ما فيه شك عليهم مسؤوليتهم لأن العرب هم أخوانهم ووطن العرب هو وطنهم وقضيتهم قضية حق وعدل وهو مظلومون ومعتدى عليهم فشريعتنا وعقيدتنا دائما تحث من يؤمن بالله أن يكافح ويناضل ويرد عدوان كل معتدي وربنا، سبحانه وتعالى، قال: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ (البقرة:194). فلذلك وجب علينا أن نقف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص أمام أعداء الدين وأمام أعداء الحق والعدالة ولا شك أنني لست أكثر منكم شعوراً بالمسؤولية أو بالواجب المحتم علينا جميعاً، ولكنني أردت أن يفهم العالم أن المسلمين ولله الحمد اليوم يداً واحدة وأمة واحدة والله سبحانه وصف المسلمين بأنهم أمة واحدة، وهو ربنا سبحانه وتعالى ودعانا لعبادته.

<2>